والصوم عند اليهود يبتدئ من الشروق عند ظهور أول نجوم الليل، إلا صوم يوم الكفارة، واليوم التاسع من شهر (آب) فإنه يستمر من المساء إلى المساء وليس هنالك أحكام وتقاليد للصيام العادية. وقد رغب في الصدقة وإطعام المساكين، وخصوصا توزيع العشاء المعتاد التقليدي.
إن الأيام التسعة الأولى من شهر (آب) وبعض أيام بين اليوم السابع عشر من شهر (تموز) وبين اليوم العاشر من شهر (آب) تعتبر أيام صوم جزئي فيحرم فيها تناول اللحوم، وتعاطي الخمور فقط.
[الصوم عند المسيحيين]
أما الصوم عند المسيحيين فيطول شرحه وتفصيله، لأن الديانة المسيحية هي أقل الديانات تشريعا فقهيا. وأحكامها كلية، تشمل أدوار التاريخ، والمجتمعات المسيحية، والطوائف الدينية كلها، وأكثرها تطورا مع الزمن والعوامل السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية أحيانا. ولذلك يصعب أن يطلق عليها اسم شريعة إلهية. وقد حاولنا أن نقدم صورة موجزة عن الصوم عند المسيحيين، وما مر به من أدوار، وأطوار.
المسيح صام أربعين يوما قبل أن يبدأ رسالته، ومن المرجح أنه كان يصوم يوم الكفارة، الذي كان الصوم المفروض في الشريعة الموسوية. ككل يهودي مخلص إنه لم يشرع أحكاما للصوم، إنه خلف المبادئ، وترك كنيسة تقنن قوانين لتطبيقها، وليس لأحد أن يزعم أنه أصدر قوانين عن الصوم رأسا. إننا نقرأ في المصادر المسيحية حديثا عن صوم (بولس) والمسيحيين الأولين، إن المسيحيين الذين كانوا من السلالة الإسرائيلية، ظلوا يصومون يوم الكفارة. وينوه به الراهب ليوك، LuKe كيوم يحتفل به. ولكن المسيحيين الذين ينتمون إلى أصول أخرى، لم يلحوا على ذلك.
وبانتهاء القرن المسيحي الأول، ونصف قرن بعد وفاة القديس (بولس) نواجه رغبة ملحة في تقنين القوانين للصوم. وقد كان ذلك موكولا إلى تقوى الصائم. نرى الرهبان، وبعض رجال الكنيسة يقترحون صياما ليقاوم به المسيحيون الإغراءات (المادية والجنسية).
وكان يسود في ذلك العصر شعور بالواجب، وتحذير عن أن يظل الصوم عملا خارجيا لا يؤثر في نفس الصائم. ويتحدث القديس (إيرينيس) عن أنواع من الصيام، منها ما يستغرق اليوم. ومنها ما يستغرق يومين، أو بضعة أيام. ومنها ما يستغرق أربعين ساعة