للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ أي يوم القيامة أو يوم نزول العذاب عليهم

قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ أي الأشراف والسادة إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ أي في ذهاب من طريق الصواب بين، والرؤية هنا رؤية القلب والعقل في زعمهم، وهكذا في كل عصر يزعم الكافرون أن أهل الهدى على ضلال، وأن حكمهم عليهم بهذا إنما هو حكم عقلي علمي أو ما يسمونه الآن موضوعيا

قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ أي ليس بي شئ من الضلال ولم يقل ضلال كما قالوا بل قال ضلالة لأن الضلالة أخص من الضلال فإذا لم يكن عنده ضلالة من الضلالات فمن

باب أولى ألا يكون ضالا وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ هذا تأكيد لنفي الضلالة لأن كونه رسولا من الله مبلغا لرسالاته في معنى كونه على الصراط المستقيم، فكان في الغاية القصوى من الهدى، وهذا الذي يفيده ابتداء التعبير بلكن التي تفيد الاستدراك

أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي هذا بيان لكونه رسول رب العالمين ومن ثم يقوم بالبلاغ، والمراد برسالات الله هنا ما أوحي إليه في الأوقات المتطاولة أو في المعاني المتعددة من الأوامر والنواهي والمواعظ والبشائر والمذكرات وَأَنْصَحُ لَكُمْ أي وأقصد صلاحكم بإخلاص وقال وأنصح لكم ولم يقل وأنصحكم ليفيد مبالغته في تمحيضهم النصيحة. وحقيقة النصح: إرادة الخير لغيرك مما تريده لنفسك، أو النهاية في صدق العناية وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ أي من صفاته يعني قدرته الباهرة وشدة بطشه على أعدائه وأن بأسه لا يرد عن القوم المجرمين

أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ الاستفهام للإنكار والمراد بالذكر الموعظة، والمراد على رجل منكم أي على لسان رجل منكم أي من جنسكم، وذلك أنهم كانوا يتعجبون من نبوة نوح عليه السلام ويقولون ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ* يعنون إرسال البشر ويقولون لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ثم بين حكمة الإرسال لِيُنْذِرَكُمْ عاقبة الكفر وَلِتَتَّقُوا أي ولتوجد منكم التقوى وهي الخشية بسبب الإنذار وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أي ولترحموا بالتقوى إن وجدت منكم

فَكَذَّبُوهُ أي فنسبوه إلى الكذب فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ أي والذين آمنوا معه فِي الْفُلْكِ أي في السفينة وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ أي عن الحق يقال: أعمى في البصر وعم في البصيرة.

[نقول]

بمناسبة قوله تعالى لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>