التفسير أن البينة العقل والشاهد القرآن لأنه هو الذي عليه عامة المفسرين. ورجحنا هنا ما ينشرح له الصدر وهو ما ذكره الألوسي أن البينة هي القرآن فأوصلنا هذا إلى قناعة، أن الشاهد الذي يتبع القرآن من المسلم أو من الله هو العقل والفطرة.
٤ - روى أيوب السختياني عن سعيد بن جبير قال: كنت لا أسمع بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم على وجهه إلا وجدت مصداقه، أو قال: تصديقه بالقرآن، فبلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني فلا يؤمن بي إلا دخل النار»، فجعلت أقول: أين مصداقه في كتاب الله؟ قال: وقلما سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وجدت له تصديقا في القرآن، حتى وجدت هذه الآية. وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ.
ولنعد إلى التفسير:
وَمَنْ أَظْلَمُ أي لا أحد أظلم مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً بنسبته الشريك والولد له أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ أي يحبسون في الموقف وتعرض أعمالهم وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أي ويشهد عليهم الأشهاد من الملائكة والنبيين بأنهم الكذابون على الله بأنه اتخذ ولدا وشريكا أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ أي الكاذبين على ربهم
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أي يصرفون الناس عن دينه وَيَبْغُونَها أي يطلبون السبيل عِوَجاً أي معوجا، أو يصفون الطريق بالاعوجاج وهي مستقيمة، أو يبغون أهلها أن يعوجوا بالارتداد وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ كررت (هم) لتأكيد كفرهم بالآخرة، واختصاصهم به، وفي الآية تعريف للظالمين بأنهم الذين يردون الناس عن اتباع الحق، وسلوك طريق الهدى الموصلة إلى الله عزّ وجل، ويجنبونهم الجنة، ويريدون أن يكون طريقهم عوجا غير معتدلة، ويجحدون بالآخرة، ويكذبون فيها
أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا أي ما كانوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ أي بمعجزين الله في الدنيا أن يعاقبهم لو أراد عقابهم، بل هم تحت قهره وغلبته، وفي قبضته وسلطانه، وهو قادر على الانتقام منهم في الدار الدنيا قبل الآخرة وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أي غيره مِنْ أَوْلِياءَ أي أنصار يمنعونهم من عذابه، أي لا أحد يتولاهم فينصرهم منه، ويمنعهم من عقابه، ولكنه أراد إنظارهم وتأخير عقابهم إلى ذلك اليوم.
وفي الصحيحين «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» يُضاعَفُ لَهُمُ