وهكذا تجئ هذه الآية عقب قصص الأنبياء، وعقب المثل المصور لحقيقة القوى في الوجود، متناسقة معها مرتبطة بها، بتلك الصلة الملحوظة. صلة الحقائق المتناثرة كلها بالحق الكامن في خلق السماوات والأرض؛ والذي قامت به السماوات والأرض، في ذلك النظام الدقيق الذي لا يتخلّف ولا يبطئ ولا يختلف ولا يصدم بعضه بعضا، لأنه حق متناسق لا عوج فيه!
إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ.
الذين تتفتّح قلوبهم لآيات الله الكونية المبثوثة في تضاعيف هذا الكون وحناياه) ..
[كلمة في السياق]
إن المثل المضروب في الآيات الأخيرة يبيّن أنّ أحدا لا يحمي الكافرين من الله، وبالتالي فإنّهم لا يفوتونه، وبهذا يكون السياق قد اكتمل في تبيان قضية الصدق في الإيمان، وقضية أن الكافرين لا يفوتون الله. وختمت الآيات- كما رأينا- بقوله تعالى: خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ .. وهذا الختام يضئ على المقطع كله، ففيه تعليل لسبب الامتحان، وتعليل لتعذيب الكافرين، فالله عزّ وجل لم يخلق السموات والأرض عبثا.