مع أن تقسيم القرآن إلى أربعة أقسام: قسم الطوال، وقسم المئين، وقسم المثاني، وقسم المفصل قد ورد في حديث حسن- كما رأينا- فإننا لا نعلم أن أحدا قد حدد قسم المئين وقسم المثاني، إن هناك تحديدا لقسم الطوال، ولقسم المفضل، على خلاف في قسم المفصل، وواضح أن قسم المثاني ينتهي حيث ابتدأ قسم المفصل، كما أنه من الواضح أن قسم المئين يبدأ حيث انتهى قسم الطوال، وقسم الطوال ينتهي بسورة (براءة). وإذن فقسم المئين يبدأ بسورة يونس فأين ينتهي؟.
إن هناك علامتين بارزتين تدلاننا على أنه ينتهي بسورة القصص:
العلامة الأولى: أن سورة القصص وسورة النمل- قبلها- وسورة الشعراء- قبلهما- تكاد تشكل زمرة واحدة من قسم واحد؛ إذ الثلاثة مبدوءة بالطاء والسين، وسورة الشعراء مائتان وسبع وعشرون آية، وسورة النمل ثلاث وتسعون، وسورة القصص ثمان وثمانون آية، فهي قريبة من المائة التي أخذ قسم المئين اسمه منها، والسورة التي تأتي بعد سورة القصص هي سورة العنكبوت، وآياتها تسع وستون، فهي بداية قسم المثاني والله أعلم.
العلامة الثانية: إنه منذ سورة آل عمران لم نعد نرى الأحرف الم تتصدر سورة بشكل منفرد. رأينا المص ورأينا المر ولأول مرة بعد سورة آل عمران، ولآخر مرة تأتي الم* بداية لأربع سور هي: العنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة، مما يمكن أن يستأنس به بأن سورة العنكبوت بداية قسم جديد هو قسم المثاني. وبالتالي فإن سورة القصص هي نهاية قسم المئين.
فقسم المئين يبدأ بسورة يونس، وينتهي بسورة القصص. والله أعلم
*** ومن خلال تتبع المعاني نجد أن قسم المئين يتألف من ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى: هي يونس، وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم.
والمجموعة الثانية: هي الحجر، والنحل، والإسراء، والكهف، ومريم.
والمجموعة الثالثة: هي طه، والأنبياء، والحج، والمؤمنون، والنور، والفرقان،