للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقول الله تبارك وتعالى: أو ليس كفى بي شهيدا، وبالملائكة الكرام الكاتبين؟ قال:

فيردد هذا الكلام مرارا، قال: فيختم على فيه، وتتكلم أركانه بما كان يعمل، فيقول:

بعدا لكنّ وسحقا، عنكنّ كنت أجادل» وكذا رواه ابن أبي حاتم، وقد أخرجه مسلم والنسائي وروى ابن أبي حاتم عن حميد بن هلال قال: قال أبو بردة: قال أبو موسى:

ويدعى الكافر والمنافق للحساب، فيعرض عليه ربه عزّ وجل عمله فيجحد ويقول:

أي رب، وعزّتك لقد كتب عليّ هذا الملك ما لم أعمل. فيقول له الملك: أما عملت كذا في يوم كذا في مكان كذا؟ فيقول: لا وعزّتك أي: رب ما عملته. قال: فإذا فعل ذلك ختم على فيه، قال الأشعري رضي الله عنه: فإني لأحسب أول ما ينطق منه فخذه اليمنى. وروى الحافظ أبو يعلى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «إذا كان يوم القيامة عرّف الكافر بعمله، فجحد وخاصم فيقول: هؤلاء جيرانك يشهدون عليك، فيقول: كذبوا، فيقول: أهلك وعشيرتك، فيقول:

كذبوا، فيقول احلفوا فيحلفون، ثم يصمتهم الله تعالى، وتشهد عليهم ألسنتهم ويدخلهم النار» وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لابن الأزرق: إن يوم القيامة يأتي على الناس منه حين لا ينطقون ولا يعتذرون ولا يتكلمون، حتى يؤذن لهم ثم يؤذن لهم، فيختصمون فيجحد الجاحد بشركه بالله تعالى، فيحلفون له كما يحلفون لكم، فيبعث الله تعالى عليهم حين يجحدون شهداء من أنفسهم، جلودهم وأبصارهم وأيديهم وأرجلهم، ويختم على أفواههم، ثم يفتح لهم الأفواه فتخاصم الجوارح فتقول أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ فتقر الألسنة بعد الجحود. وروى ابن أبي حاتم عن راقع أبي الحسن قال:

وصف رجلا جحد قال: فيشير الله تعالى إلى لسانه فيربو في فمه حتى يملأه، فلا يستطيع أن ينطق بكلمة، ثم يقول لآرابه كلها: تكلمي واشهدي عليه، فيشهد عليه سمعه وبصره وجلده وفرجه، ويداه ورجلاه: صنعنا عملنا فعلنا).

٧ - [كلام ابن كثير حول حسن الظن بالله بمناسبة آية وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ .. ]

بمناسبة قوله تعالى وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ قال ابن كثير: (روى الإمام أحمد عن عبد الله رضي الله عنه قال: كنت مستترا بأستار الكعبة فجاء ثلاثة نفر قرشي وختناه ثقفيان- أو ثقفي وختناه قرشيان- كثير شحم بطونهم، قليل فقه قلوبهم، فتكلموا بكلام لم أسمعه، فقال أحدهم: أترون أن الله يسمع كلامنا هذا؟ فقال الآخر: إنا إذا رفعنا أصواتنا سمعه، وإذا لم نرفعه لم يسمعه، فقال الآخر: إن سمع منه شيئا سمعه كله- قال- فذكرت ذلك للنبي صلّى الله عليه وسلم فأنزل الله

<<  <  ج: ص:  >  >>