العلاقات الزوجية لا تحتمل، ومع أن الله عزّ وجل ندب إلى العفو والصفح فهناك حالات لا حل لها إلا الطلاق، وقد أمر الله بالطلاق بشكل تستنفد فيه كل إمكانية لإبقاء العلاقة الزوجية، حتى إذا لم يبق مناص كان الخلاص بمعروف، فصلة أوائل سورة الطلاق بأواخر سورة التغابن واضحة، وأن تكون سورة التغابن مقدمة لسورة الطلاق فذلك أيضا واضح.
٣ - وبعد أن بين الله عزّ وجل عدة المطلقة طلاقا رجعيا إذا كانت تحيض، فإنه يبين عدة من لا تحيض لكبر أو صغر أو لسبب، كما يبين عدة الحامل.
وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ بأن أصبحن لا يحضن لكبر سنهن إِنِ ارْتَبْتُمْ أي: إن أشكل عليكم حكمهن، وجهلتم كيف يعتددن فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ أي: فهذا حكمهن، قال النسفي: (وقيل إن ارتبتم في دم البالغات مبلغ اليأس، وقد قدروه بستين سنة وبخمس وخمسين أهو دم حيض أو استحاضة،