- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ذكرت السورة علل الكفر الرئيسية وفندتها، وتعرضت لأنواع من العذاب تصيب أهلها.
وهكذا نجد أن السورة فصلت في المحور، ولكن بشكل جديد كالعادة كلما جاءت مجموعة جديدة.
٢ - يلاحظ أن سورة المدثر جاء في أواخرها عن الكافرين كَلَّا بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ وتأتي سورة القيامة لتحدثنا عن الكافرين وموقفهم من يوم القيامة، ويلاحظ أن سورة القيامة انتهت بقوله تعالى: أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى ... وتأتي سورة الدهر مبدوءة بقوله تعالى: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً وهكذا نجد أن للسورة صلاتها مع ما قبلها، ومع ما بعدها، وصلتها بمحورها من سورة البقرة، هذا مع أن لها سياقها الخاص، ووحدتها وجرسها وخواصها التي تكاد تتفرد بها، شأنها في ذلك شأن كل سورة في القرآن الكريم، إنه لا بد أن يكون في كل سورة من سور القرآن جديد، ومن ثم فلا يخطرن ببال أحد أن قراءة بعض القرآن تنوب عن قراءته كله، نعم كل سورة منه تذكر وتعظ، وكل مجموعة منه تذكر بكل المعاني الأساسية، ولكن معاني القرآن مبثوثة فيه كله وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ فليكن القرآن هجيرنا في أوقاتنا كلها إن استطعنا.
(وأكثر الصوفية على أن النفس اللوامة فوق الأمارة وتحت المطمئنة، وعرفوا الأمارة بأنها هي التي تميل إلى الطبيعة البدنية، وتأمر باللذات والشهوات الحسية، وتجذب القلب إلى الجهة السفلية، وقالوا: هي مأوى الشرور، ومنبع الأخلاق الذميمة، وعرفوا اللوامة بأنها هي التي تنورت بنور القلب قدر ما تنبهت عن سنة الغفلة. فكلما صدر عنها سيئة بحكم جبلتها الظلمانية أخذت تلوم نفسها ونفرت عنها، وعرفوا