قال الألوسي في سورة الزخرف:(مكية كما روي عن ابن عباس، وحكى ابن عطية إجماع أهل العلم على ذلك ولم ينقل استثناء، وقال مقاتل: إلا قوله تعالى:
وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا فإنها نزلت ببيت المقدس، كذا في مجمع البيان، وفي الإتقان: نزلت بالسماء، وقيل: بالمدينة. وعدد آيها ثمانون في الشامي وتسع وثمانون في غيره، ووجه مناسبة مفتتحها لمختتم ما قبلها ظاهر).
وقال صاحب الظلال:(تعرض هذه السورة جانبا مما كانت الدعوة الإسلامية تلاقيه من مصاعب وعقبات، ومن جدال واعتراضات. وتعرض معها كيف كان القرآن الكريم يعالجها في النفوس، وكيف تقرر- في ثنايا علاجها- حقائقه وقيمه في مكان الخرافات والوثنيات والقيم الجاهلية الزائفة، التي كانت قائمة في النفوس إذ ذاك، ولا
يزال جانب منها قائما في النفوس في كل زمان ومكان).
[كلمة في سورة الزخرف ومحورها]
قلنا عن سورة يوسف إن محورها هو قوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ.
وقد رأينا أن سورة يوسف بدأت بقوله تعالى: الر* تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ* إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ* نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ .... لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ ...
ومن البداية والنهاية في سورة يوسف تشعر أن التفصيل انصب على معان بوجودها ينتفي الريب عن هذا القرآن، ويظهر عجز البشر عن الإتيان بسورة من مثل هذا القرآن، ومن ثم فالتفصيل للمحور كان لمعنى من معانيه، أو لإثبات معنى مرتبط به- وهو تبيان خصائص ما نزّل الله على عبده- بحيث ينتفي الريب، ويثبت الإعجاز بشكل محس لذي العقل واللب.