وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ أي يوم القيامة الذي تحدّثت عنه بداية المقطع، والذي أشير إليه بقوله تعالى قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ ... ، والذي هو مظهر البشارة والنذارة إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فيما تقولونه من مجئ اليوم الآخر؟
قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ قال ابن كثير:(أي لكم ميعاد مؤجّل، معدود محرّر، لا يزاد ولا ينقص، فإذا جاء لا يؤخر ساعة ولا يقدّم) وقال النسفي: (أي لا يمكنكم التأخر عنه بالاستمهال، ولا التقدم إليه بالاستعجال، ووجه انطباق هذا الجواب على سؤالهم: أنهم سألوا عن ذلك وهم منكرون له تعنّتا، لا استرشادا، فجاء الجواب على طريق التهديد، مطابقا للسؤال، على سبيل الإنكار والتعنيف، وأنهم مرصدون ليوم يفاجئهم، فلا يستطيعون تأخرا عنه ولا تقدما عليه) وبهذا انتهى المقطع.
كلمة في السياق:[حول صلة المجموعة بمقطعها وبالمحور]
بعد أن قامت الحجة على الكافرين بأن يوم القيامة آت، وبعد أن اتضحت حكمته، وبعد أن عرف محلّه، كان آخر ما عرضه علينا المقطع هو سؤال الكافرين عن ميعاده، فكأنهم بعد ما قامت عليهم الحجة أرادوا أن يطلقوا سهما أخيرا، فجاءهم الجواب الحاسم الذي هم عنه غافلون، هذا بالنسبة لصلة الآيتين الأخيرتين بسياق المقطع، أما
صلتهما بمحور السورة: فذلك أن الله عزّ وجل قال: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ ... ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ فهم هنا يسألون عن ميعاد هذا الرجوع، ويأتيهم الجواب على ذلك، فالصلة كاملة وواضحة بين المجموعة الأخيرة ومحورها. ولنذكر بعض الفوائد المتعلّقة بالمجموعتين: الرابعة، والخامسة.
...
[فوائد]
١ - [كلام ابن كثير حول موضوع الشفاعة بمناسبة آية وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا .. ]
بمناسبة قوله تعالى: وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ قال ابن كثير: (ثبت في الصحيحين من غير وجه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم- وهو سيد ولد آدم، وأكبر شفيع عند الله تعالى- أنه حين يقوم المقام المحمود ليشفع في الخلق كلهم، أن يأتي ربهم لفصل القضاء قال: «فأسجد لله تعالى فيدعني ما شاء الله أن يدعني،