آية تتحدث عن حكمة إنزال القرآن، وآية تكرر الأمر بالارتقاب، ومجئ الآية التي تتحدث عن القرآن بعد تلك الجولة يشير إلى أن الموضوع الرئيسي في السورة هو الكلام عن القرآن، وهذا يؤكد أن محور السورة هو ما ذكرناه إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا .. فلنر تفسير الآيتين الأخيرتين.
فَإِنَّما يَسَّرْناهُ أي: القرآن قال النسفي: وقد جرى ذكره في أول السورة بِلِسانِكَ قال ابن كثير: أي: إنّما يسّرنا هذا القرآن الذي أنزلناه سهلا واضحا بينا جليا بلسانك الذي هو أفصح اللغات وأجلاها وأحلاها وأعلاها لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ أي: يتعظون. قال ابن كثير: أي: يتفهمون ويعملون، ولما كان مع هذا الوضوح والبيان قد وجد في الناس من كفر وخالف وعاند قال الله تعالى لرسوله صلّى الله عليه وسلم مسلّيا له وواعدا له بالنصر ومتوعدا لمن كذّبه بالعطب والهلاك
فَارْتَقِبْ أي:
انتظر إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ أي: منتظرون ما يحل بك من الدوائر. قال ابن كثير: أي:
فسيعملون لمن تكون النصرة والظفر وعلو الكلمة في الدنيا والآخرة، فإنها لك يا محمد ولإخوانك من النبيين والمرسلين ومن اتّبعكم من المؤمنين. قال صاحب الظلال:
(وهو ختام يلخص جو السورة وظلها. ويتناسق مع بدئها وخط سيرها. فقد بدأت بذكر الكتاب وتنزيله للإنذار والتذكير، وورد في سياقها ما ينتظر المكذبين يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ .. فجاء هذا الختام يذكرهم بنعمة الله في تيسير هذا القرآن على لسان الرسول العربي الذي يفهمونه ويدركون معانيه. ويخوفهم العاقبة والمصير، في تعبير ملفوف. ولكنه مخيف: فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ).
كلمة في السياق:[حول الأفكار التي عرضت في السورة]
بدأ المقطع بالأمر بالارتقاب، وانتهى بالأمر بالارتقاب كموقف مقابل للشك الذي عليه الكافرون، والذين يستأهلون عليه العذاب في الدنيا والآخرة، بينما أهل الإيمان يستحقون النصرة في الدنيا والآخرة، وقد بيّنت السورة معاني تعمّق الإيمان بالقرآن، وتنفي الشك عنه، وتبيّن عاقبة الشك، وتبيّن الموقف الإيماني المقابل للشك. وفي الكلمة الأخيرة عن السورة زيادة بيان عن سياق السورة فلنذكر بعض الفوائد التي لها علاقة بالسورة.