للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشار إليه في النّص. وينقل المفسرون في هذا المقام كلاما الله أعلم بحقيقته، ومرجعه كله أهل الكتاب، ولا نرى أن نتعب به القارئ.

١١ - [كلام ابن كثير بمناسبة آية رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ... ]

بمناسبة قوله تعالى: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ... قال ابن كثير: (والصحيح أنه سأل من الله تعالى ملكا لا يكون لأحد من بعده من البشر مثله، وهذا هو ظاهر السياق من الآية، وبذلك وردت الأحاديث الصحيحة من طرق عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

وروى البخاري عند تفسير هذه الآية ... عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «إن عفريتا من الجن تفلّت عليّ البارحة- أو كلمة نحوها- ليقطع عليّ الصلاة، فأمكنني الله تبارك وتعالى منه، وأردت أن أربطه إلى سارية المسجد، حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان عليه الصلاة والسلام رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي» قال روح (وهو من رجال سنده) فرده خاسئا وكذا رواه مسلم والنسائي من حديث شعبة به. وروى مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قام رسول الله صلّى الله عليه وسلم يصلي فسمعناه يقول:

«أعوذ بالله منك- ثم قال- ألعنك بلعنة الله» ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا، فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك، قال صلّى الله عليه وسلم: «إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك- ثلاث مرات- ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يتأخر- ثلاث مرات- ثم أردت أن آخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به صبيان أهل المدينة» وروى الإمام أحمد ... عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قام يصلي صلاة الصبح وهو خلفه، فقرأ فالتبست عليه القراءة، فلما فرغ من صلاته قال: «لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين إصبعي هاتين- الإبهام والتي تليها- ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد يتلاعب به صبيان المدينة، فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل» وقد روى أبو داود منه «من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل». وروى الإمام أحمد بسنده عن ربيعة بن يزيد بن عبد الله الديلمي قال: دخلت على عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وهو في حائط له بالطائف يقال له الرهط، وهو محاصر فتى من قريش

<<  <  ج: ص:  >  >>