للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المراد الزبور لأنه الوحيد من الكتب الذي لم يذكر في الآية؟، أو المراد به القرآن؟

وكرر ذكره بصفة خاصة تفخيما لشأنه، لأنه الفارق بين الحق والباطل بما لا مزيد عليه- أقوال أقواها الأخير- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ: المراد بآيات الله هنا كتبه المنزلة وغيرها. والمعنى: إن الذين جحدوا بها وأنكروها وردوها لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ يوم القيامة وَاللَّهُ عَزِيزٌ أي منيع الجناب، عظيم السلطان، ذُو انْتِقامٍ أي ذو عقوبة شديدة لا يقدر على مثلها أحد، ينتقم ممن كذب بآياته، وخالف رسله، وعصى أمره.

فائدة: قال بعض العلماء: استعملت نَزَّلَ في الكلام عن القرآن، وأَنْزَلَ في الكلام عن التوراة والإنجيل، لأن القرآن نزل منجما، ونزل الكتابان جملة واحدة أقول: الأمر بالنسبة للتوراة يحتاج إلى تحقيق أوسع، فإذا كانت التوراة هي ما جاء في الألواح، فإنها تكون قد أنزلت جملة واحدة، وإلا فالأمر يحتمل مزيدا من البحث، ولنا عودة

على هذا الموضوع في (سورة الأعراف) إن شاء الله.

إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ أي لا يخفى عليه شئ في هذا العالم كله والدليل على هذا

هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ من الصور المختلفة:

ذكورة أو أنوثة، حسنا أو قبحا، لونا أو آخر ... !!. لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ العزيز في سلطانه، الحكيم في تدبيره.

فائدة: لما كان قطاع كبير من هذه السورة- فيما بعد- له علاقة في مناقشة النصارى، الذين يزعمون أن المسيح ابن الله، فإن بعض العلماء فهم: أن هذه الآية تخدم هذا المراد فيما بعد، إذ فيها تعريض بأن عيسى ابن مريم عبد مخلوق كما خلق الله سائر البشر، لأن الله صوره في الرحم، وخلقه كما يشاء، فكيف يكون إلها، وقد تقلب في الأحشاء وتنقل من حال إلى حال؟!.

هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ أي هو الذي أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم القرآن، من هذا القرآن آيات أحكمت عباراتها، بأن حفظت من الاحتمال والاشتباه، فهن واضحات الدلالة على المراد لا التباس فيهن هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ أي أصله، أي هذه الآيات المحكمات هن أصل الكتاب، تحمل المتشابهات عليها، وترد إليها ويرجع إليها عند الاشتباه وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ أي متشابهات، محتملات، تحتمل دلالتها موافقة المحكم، وقد تحتمل شيئا آخر من حيث اللفظ

<<  <  ج: ص:  >  >>