السابقين الذين استفرغوا فيه جهدهم، وهو ما فعلوه من تأييد الكفر وإبطال الإسلام وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ أي ومكتوب عند الله مكرهم فهو مجازيهم عليه بمكر هو أعظم منه، أو عند الله مكرهم الذي يمكرهم به وهو عذابهم الذي يأتيهم من حيث لا يشعرون وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ أي وما كان مكرهم لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ أي ليزول منه الإيمان وأهله شبه أهل الإيمان بالجبال
[الفوائد]
١ - هذه المجموعة تنهى الدعاة عن ظن السوء بالله، بأن يظنوا الغفلة بالله عن عمل الظالمين، والمؤمن لا يقع في مثل هذا، ولكن عليه أن يتذكر رقابة الله دائما، كما تأمر المجموعة بالإنذار باليوم الآخر، وفي هذا لفت نظر للدعاة أن يكونوا يقظين منذرين
٢ - رأينا تفسير قراءة حفص في قوله تعالى: وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ وهناك قراءة متواترة أخرى قرأ بها الكسائي وهي بفتح لام «لتزول» وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ أي وإنه كان مكرهم يزيل الجبال. وهذا وصف لمكرهم بالشدة والكبر، ومع ذلك فإن الله يفسده، ومن رأى مكر الكافرين في عصرنا عرف معنى هذه القراءة عمليا، ومن رأى ثبات المؤمنين في عصرنا عرف معنى قراءة حفص عمليا.