عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ. لاحظ جملة وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ولو أنك تأملت المعاني التى مرت معنا حتى الآن في المقطع، والمعاني التي تأتي معنا لرأيت عجبا فكأننا في هذه الفقرة في نهاية شئ، وكأننا فيما يأتي في بداية جديدة ضمن إطار كلي هو المقطع ضمن إطار أكبر هو السورة.
فكان هذا النداء بمثابة المقدمة للفصلين الأول والثاني ونلاحظ أن المقطع كله ينتهي بمثل هذه المقدمة.
وجاء الفصل الأول، وجاءت الفقرة الأولى والثانية من الفصل الثاني، وجاء تذكير بالنعم، وجاء تذكير بالعقوبة الصارمة القطعية، وختمت الفقرة الثانية من الفصل الثاني بقوله تعالى وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ فكأن هاهنا خاتمة التقرير لأسباب الموعظة في بداية الفصلين ليكون الآن عرض جديد وتغير فى أسلوب الخطاب والمعالجة ولذلك يأتي بعد هذه الفقرة قوله تعالى:
إننا أمام سياق يشبه أن يكون جديدا بالنسبة لما سبقه وكأن هذه الفقرة تعتبر خاتمة من وجه لجولات في المقطع.
وكأن مقطع بني إسرائيل في النهاية يتألف من مدخل وفصلين وكل فصل يتألف من فقرتين، نهاية الفقرة الأولى في الفصلين متقاربة، وبدايات الفقرة الثانية من الفصلين متشابهة، ثم بعد ذلك عندنا في المقطع مناقشات ودروس، ولنبدأ عرض الفقرة الثانية في الفصل الثاني من المقطع الثالث.
[التفسير]
تعطينا هذه الفقرة درسين من خلال موقفين لليهود لهما علاقة بالعهود المأخوذة عليهم وموقفهم منها، وكلا الدرسين مبدوء بكلمة (إذ) التي تأتي عادة في هذا السياق بعد أمر محذوف تقديره (اذكر) ولا شك أن الذي يتذكر هو المسلم وحده، إذ هو الذي