تتحدث عن المتقين، وإن كانت تفصل في الآيتين اللاحقتين، فذكر النقيض أحيانا يوضح النقيض، والكلام عن المتقين يقتضي الكلام عن الكافرين، والكلام عن الكافرين يقتضي الكلام عن المتقين.
تتألف السورة من مقدمة هي خمس آيات، ومن فقرتين، وخاتمة هي آية واحدة، الفقرة الأولى تمتد حتى الآية (١٦) والفقرة الثانية تمتد حتى الآية (٣٩).
[بين يدي سورة النبأ]
قال الألوسي عن سورة النبأ:(وتسمى سورة عم، وعم يتساءلون، والتساؤل، والمعصرات، وهي مكية بالاتفاق. وآيها إحدى وأربعون في المكي والبصري، وأربعون في غيرهما؛ ووجه مناسبتها لما قبلها اشتمالها على إثبات القدرة على البعث الذي دل ما قبل على تكذيب الكفرة به وفي تناسق الدرر وجه اتصالها بما قبلها تناسبها معها في الجمل فإن في تلك أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ، أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ، أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً ... إلخ وفي هذه أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً الخ، مع اشتراكها والأربع قبلها في الاشتمال على وصف الجنة والنار وما وعد المدثر، وأيضا في سورة المرسلات لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ* لِيَوْمِ الْفَصْلِ* وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ وفي هذه إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً الخ، ففيها شرح يوم الفصل المجمل ذكره فيما قبلها. اهـ. وقيل: إنه تعالى لما ختم تلك بقوله سبحانه: فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ وكان المراد بالحديث فيه القرآن، افتتح هذه بتهويل التساؤل عنه والاستهزاء به، وهو مبني على ما روي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة أن المراد بالنبإ العظيم: