(وتسمى المضاجع أيضا كما في الإتقان، وفي مجمع البيان أنها كما تسمى سورة السجدة تسمى سجدة لقمان لئلا تلتبس بحم السجدة. وأطلق القول بمكّيتها، وأخرج ابن الضريس، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس أنها نزلت بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير مثله. وجاء في رواية أخرى عن الحبر استثناء، وأخرج النحاس عنه رضي الله تعالى عنه أنه قال: نزلت سورة السجدة بمكة سوى ثلاث آيات أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً ... إلى تمام الآيات الثلاث، وروي مثله عن مجاهد، والكلبي؛ واستثنى بعضهم أيضا آيتين أخريين وهما قوله تعالى:
تَتَجافى جُنُوبُهُمْ ... الخ، واستدل عليه ببعض الروايات في سبب النزول وستطّلع على ذلك إن شاء الله تعالى، واستبعد استثناؤهما لشدة ارتباطهما بما قبلهما.
وهي تسع وعشرون آية في البصري وثلاثون في الباقية. ووجه مناسبتها لما قبلها اشتمال كلّ على دلائل الألوهية، وفي البحر لما ذكر سبحانه فيما قبل دلائل التوحيد وهو الأصل الأول، ثم ذكر جل وعلا المعاد وهو الأصل الثاني، وختم جل شأنه به السورة، ذكر تعالى في بدء هذه السورة الأصل الثالث وهو النبوة، وقال الجلال السيوطي في وجه الاتصال بما قبلها: إنها شرح لمفاتح الغيب الخمسة التي ذكرت في خاتمة ما قبل، فقوله تعالى: ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ شرح قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ولذلك عقّب بقوله سبحانه: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وقوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ شرح قوله سبحانه: وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وقوله تبارك وتعالى:
وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ اه، ولا يخلو عن نظر. وجاء في فضلها أخبار كثيرة، أخرج أبو عبيد. وابن الضريس من مرسل المسيب بن رافع أن النبي صلّى الله تعالى عليه وسلم قال:«تجئ الم تنزيل- وفي رواية- الم السجدة يوم القيامة لها جناحان تظل صاحبها وتقول: لا سبيل عليه لا سبيل عليه».