فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ .. الذي أودع فطرة الإنسان تلك القدرة على السير في هذه الأطوار، وفق السنة التي لا تتبدل ولا تنحرف ولا تتخلف، حتى تبلغ بالإنسان ما هو مقدر له من مراتب الكمال الإنساني، على أدق ما يكون النظام!
[فوائد]
١ - بمناسبة قوله تعالى تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ عن شجرة الزيتون ذكر ابن كثير:(روى الإمام أحمد عن مالك بن ربيعة الساعدي الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة» وروى عبد بن حميد في مسنده وتفسيره عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة» ........ روى أبو القاسم الطبراني عن الصعب بن حكيم بن شريك بن نميلة عن أبيه عن جده قال: ضفت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة عاشوراء، فأطعمني من رأس بعير بارد وأطعمنا زيتا وقال هذا الزيت المبارك الذي قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم).
٢ - وبمناسبة قوله تعالى وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ذكر ابن كثير الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وقال عنه حسن صحيح عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والخبيث والطيب وبين ذلك».
٣ - موضوع انتقال الجنين من حال إلى حال موضوع يمر معنا كثيرا، ونحب هنا أن ننقل نقولا يتبين بها بعض أسرار الإعجاز: قال الدكتور/ خالص كنجو: في كتاب (الطب محراب للإيمان): بعد أن يتم تلقيح البيضة تضرب في محيطها الخارجي جدارا كتيما، بحيث إن جميع النطف التي تأتي بعد ذلك وتضرب برءوسها الجدار لا تستطيع اختراقها، وهكذا تموت بقية النطف. ثم لنتابع رحلة البيضة الملقحة حيث نجد أنها تبدأ بالانقسام بشكل سلسلة هندسية ٢، ٤، ٨، ١٦، ٣٢، ٦٤، ١٢٨، ٢٥٦، ٥١٢، وهذا ينتج عددا ضخما من الخلايا مع عدم زيادة حجم البيضة الأصلية أي أن الذي يحصل هو تقسم البيضة فقط، وأثناء هذا الانقسام تكون البيضة سائرة في نفق