وَيَقُولُونَ بعد إذ أعلموا ما أعدلهم من العذاب مَتى هذَا الْوَعْدُ أي وعد العذاب إِنْ كُنْتُمْ أيها النبي والمؤمنون صادِقِينَ أن العذاب نازل، يسألون هذا السؤال استعجالا للعذاب واستبعادا.
وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرد عليهم بالرد الآتي قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ فأنا عبد الله يجري علي أمره ومشيئته، فمتى شاء شيئا
كان لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ أي وقت معلوم للعذاب مكتوب في اللوح المحفوظ إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ أي فإذا جاء وقت عذابهم فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ أي لا يتقدمون ساعة ولا يتأخرون فلا تستعجلون، فأنا عبد أقول عن الله ما أمر به، ولا أعلم شيئا مما استأثر به إلا أن يطلعني الله عليه، وليس من جواب أوقع في هذا المقام من هذا الجواب،
ثم أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم كلاما آخر قُلْ أَرَأَيْتُمْ أي أخبروني إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ الذي تستعجلونه بَياتاً أي وقت بيات وهو الليل وأنتم ساهون نائمون لا تشعرون أَوْ نَهاراً أي وأنتم مشتغلون بطلب المعاش والكسب ماذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ أي من العذاب الْمُجْرِمُونَ والمعنى: أن العذاب كله مكروه موجب للنفور، فأي شئ منه تستعجلونه وليس شئ منه يوجب الاستعجال؟ والمعنى:
أخبروني إذا جاء العذاب ماذا يستعجل منه المجرمون؟ والجواب: إلا الندامة على الاستعجال ومعرفة الخطأ فيه
أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ أي إن أتاكم عذابه آمنتم به بعد وقوعه حين لا ينفعكم الإيمان، ويقال لهم إذا آمنوا بعد وقوع العذاب تبكيتا:
آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ أي وقد كنتم تستعجلون بالعذاب تكذيبا واستهزاء
ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا بالكفر والتكذيب والشك والرد ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ أي الدوام هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ من الشرك والتكذيب والاستهزاء، وبهذا ينتهي الجواب الأول منبها هؤلاء إن كان هناك من يتنبه وتعقيبا على هذا الجواب يطرحون سؤالا آخر:
[السؤال الثاني وجوابه]
وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أي ويستخبرونك فيقولون: أَحَقٌّ هُوَ أي المعاد والقيامة والعذاب أو العذاب الموعود سابقا، والتقدير: ويستخبرونك أحق ما وعدتنا من