للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنتم بمنظر منا فانظروا كيف تعملون أبالاعتبار بماضيكم، أم الاغترار بما فيكم، وبهاتين الآيتين تقوم حجة أخرى على من تعجبوا من أن يرسل الله رسولا مبشرا ونذيرا، وذلك من خلال التذكير بأن الله أرسل رسلا من قبل، وعذب من كذبهم، فمن درس ونظر علم أنه لا محل للتعجب أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن، وفي هذا السياق ذكرهم وحذرهم وخوفهم وأنذرهم، وبهذا تنتهي المجموعة الثانية في هذا المقطع وقد أكملت صرح الرد على الكافرين في التعجب من إرسال محمد صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا، لتأتي المجموعة الثالثة لتهدم عجبهم بشكل آخر.

[فوائد]

١ - بمناسبة قوله تعالى وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ قال الألوسي:

«وفي الآية ذم لمن يترك الدعاء في الرخاء ويهرع إليه في الشدة، واللائق بحال الكامل، التضرع إلى مولاه في السراء والضراء، فإن ذلك أرجى للإجابة ففي الحديث «تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة».

وأخرج أبو الشيخ عن أبي الدرداء قال: ادع الله تعالى يوم سرائك يستجب لك يوم ضرائك. وفي حديث الترمذي عن أبي هريرة ورواه الحاكم عن سلمان وقال صحيح الإسناد «من سره أن يستجيب الله تعالى له عند الشدائد والكروب فليكثر الدعاء في الرخاء» والآثار في ذلك كثيرة).

٢ - بمناسبة قوله تعالى: ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ نذكر ما يلي: ذكر مسلم في صحيحه عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت من النساء».

وروى ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عوف بن مالك قال لأبي بكر:

رأيت فيما يرى النائم كأن سببا دلي من السماء، فانتشط رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أعيد فانتشط أبو بكر، ثم ذرع الناس حول المنبر، ففضل عمر بثلاث أذرع حول المنبر، فقال عمر: دعنا من رؤياك لا أرب لنا فيها، فلما استخلف عمر قال: يا عوف رؤياك؟ قال: وهل لك في رؤياي من حاجة أو لم تنتهرني؟ قال: ويحك إني كرهت

<<  <  ج: ص:  >  >>