[المقطع الثالث والأخير ويمتد من الآية (٥٢) إلى نهاية الآية (٥٣) وهو خاتمة السورة وهذا هو]
٤٢/ ٥٢ - ٥٣
[التفسير]
وَكَذلِكَ أي: وكما أوحينا إلى الرسل من قبلك، أو كما وصفنا حالات الوحي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أي: إيحاء كذلك رُوحاً مِنْ أَمْرِنا يعني القرآن، قال النّسفي: يريد [أي بذكر الروح] ما أوحي إليه، لأن الخلق يحيون به في دينهم كما يحيا الجسد بالروح ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ قبل الوحي وَلكِنْ جَعَلْناهُ أي: القرآن نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا أي: ممن يستحقون الهداية لعلم الله بهم وَإِنَّكَ لَتَهْدِي أي: لتدعو إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ أي:
الإسلام
صِراطِ اللَّهِ فهو الصراط المستقيم الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ أي: ترجع الأمور كلها إليه فيفصل في شأنها ويحكم فيها، وهو وعيد بالجحيم ووعد بالنعيم وبهذا انتهت السورة.
قال صاحب الظلال: (وهكذا تنتهي السورة التي بدأت بالحديث عن الوحي، وكان الوحي محورها الرئيسي. وقد عالجت قصة الوحي منذ النبوات الأولى؛ لتقرر وحدة الدين، ووحدة المنهج، ووحدة الطريق؛ ولتعلن القيادة الجديدة للبشرية ممثلة في رسالة محمد صلّى الله عليه وسلم وفي العصبة المؤمنة بهذه الرسالة؛ ولتكل إلى هذه العصبة أمانة القيادة إلى صراط مستقيم، صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض؛ ولتبين