١ - المشهور أن المشركين كانوا يوم بدر ما بين التسعمائة إلى الألف، وأن المسلمين كانوا ثلاث مائة وثلاثة عشر، فهم ثلاثة أمثال، بينما الآية تقول: يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ فما التوفيق بين هذا وهذا؟ وجه ابن جرير ذلك بقوله: «هذا ... كما تقول: عندي ألف وأنا محتاج إلى مثليهما، وتكون محتاجا إلى ثلاثة آلاف، ويمكن أن يكون التوفيق بما ذكره الله- عزّ وجل-: وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (سورة الأنفال) فقلل الله المشركين في أعين المسلمين من ثلاثة أضعاف إلى ضعفين!. ويؤيد هذا ما قاله ابن مسعود:«وقد نظرنا إلى المشركين فرأيناهم يضعفون علينا، ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلا واحدا».
٢ - ذكر محمد بن إسحاق مما له علاقة بسبب نزول هذه الآية ما يلي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصاب من أهل بدر ما أصاب، ورجع إلى المدينة، جمع اليهود في سوق بني قينقاع وقال:«يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم الله بما أصاب قريشا. فقالوا:
يا محمد لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفرا من قريش، كانوا أغمارا لا يعرفون القتال، إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا. فأنزل الله في ذلك من قولهم: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ .... ».
ولننتقل إلى ذكر المعنى الحرفي للفقرة الثالثة في المقطع:
[المعنى الحرفي للفقرة الثالثة]
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ أي زين الله للناس حب الأشياء المشتهاة مما سيذكره، وسمى الأشياء المشتهاة بأنها شهوات إشعارا بشدة اشتهائها، وأشعر. بتسميتها شهوات بأن المفروض أن يكون للإنسان منها موقف- والشهوة: توقان النفس إلى الشئ-، ثم بين هذه الأشياء المشتهاة فقال: مِنَ النِّساءِ بدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد، كما ثبت في الصحيح أنه عليه السلام قال:«ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء». وَالْبَنِينَ جمع ابن وهم الأولاد ذكورا وإناثا، وذكر البنين يشعر بأن الذكور هم المشتهون بالطباع أولا: وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ