صُدُورُهُمْ أي ما تضمره وَما يُعْلِنُونَ أي وما يبدون والآية في هذا المقام تحذر من إضمار السوء بالإسلام وأهله أو إعلان السوء بالإسلام وأهله
وَهُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ أي هو المنفرد بالإلهية فلا معبود سواه كما لا رب يخلق ما يشاء ويختار سواه لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى أي في الدنيا وَالْآخِرَةِ لأنه المنعم وحده وَلَهُ الْحُكْمُ أي الحاكمية فهو المشرع وحده لأنه الخالق وحده وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أي جميعكم يوم القيامة، فيجزي كل عامل بعمله من خير وشر، ولا يخفى عليه منهم خافية في سائر الأعمال.
...
[كلمة في السياق]
ذكرت هذه الآيات بانفراد الله الخالق وبكمال علمه وحكمته، وباستحقاقه الحمد وحده. وبكون الحاكمية له وحده. وفي هذا إقامة حجة جديدة على وجوب الدخول في الإسلام وترك التعلات المبعدة عن الدخول فيه. ثم يأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتوجه بسؤالين فيهما تدليل على كمال حكمة الله وكمال إنعامه ورحمته وفي ذلك إقامة حجة جديدة.
...
قُلْ أَرَأَيْتُمْ أي أخبروني إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً أي دائما إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ أي أخبروني من يقدر على هذا، وإذ كان الله وحده فعل هذا، وكان في ذلك من المصالح ما لا يعلمه إلا الله، فاعرفوا لله الرحمة والحكمة وأسلموا ولا تفروا من الإسلام بتعلة من التعلات
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أي تستريحون عن حركاتكم وأشغالكم أَفَلا تُبْصِرُونَ فتعرفون فاعل ذلك وتعطون ما يجب له. قال النسفي: (ولم يقل بنهار تتصرفون فيه كما قال بليل تسكنون فيه بل ذكر الضياء وهو ضوء الشمس، لأن المنافع التي تتعلق به متكاثرة ليس في المعاش وحده، والظلام ليس بتلك المنزلة، ومن ثم قرن بالضياء أَفَلا تَسْمَعُونَ لأن السمع يدرك ما لا يدركه البصر من ذكر منافعه، ووصف فوائده وقرن بالليل أَفَلا تُبْصِرُونَ لأن غيرك يبصر من منفعة الظلام ما تبصره أنت من