ما يفيد التسليم لله في أمر الوحي مع الإقبال عليه في العبادة، فإن ذلك هو الشئ المكافئ لمواقف المشركين والكافرين والملحدين والمنحرفين.
...
والآن فلنتساءل كيف خدمت سورة مريم حيّز ما ورد فيه محورها من سورة البقرة وهو موضوع الدخول في الإسلام كافة.
إن السورة خدمت هذا الموضوع: من خلال عرض حال المنحرفين وتقويمهم، ومن خلال عرض علل الانحراف وتسفيهها ومن خلال الوعد بأن الذين يلتزمون بالإسلام سيجعل الله لهم القبول، ومن خلال التبشير والإنذار.
بمناسبة قوله تعالى: وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا يذكر ابن كثير الحديث الصحيح القدسي وهو:
«يقول الله تعالى كذبني ابن آدم ولم يكن له أن يكذبني، وآذاني ابن آدم ولم يكن له أن يؤذيني، أما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليّ من آخره وأما أذاه إياي فقوله: إن لي ولدا، وأنا الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد».
٢ - [أحاديث وآثار حول قوله تعالى وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها .. ]
وبمناسبة قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها يذكر ابن كثير آثارا عن السلف في معناها وأحاديث توضحها:
ومما ذكره:
روى الإمام أحمد ... عن ابن مسعود وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«يرد الناس كلهم ثم يصدرون عنها بأعمالهم». وقد رواه أسباط، عن السدي عن مرة، عن عبد الله بن مسعود قال: «يرد الناس جميعا الصراط، وورودهم قيامهم حول النار، ثم يصدرون عن الصراط بأعمالهم، فمنهم من يمر مثل البرق، ومنهم من يمر مثل الريح، ومنهم من يمر مثل الطير، ومنهم من يمر كأجود الإبل، ومنهم من يمر