ويبدأ المقطع الرابع بقوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ ... فهو يعرفنا على العقلاء الذين يرون آيات الله، وينتهي المقطع بالأمر بالصبر: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا ...
ألا ترى أن المعاني التي وردت في ذلك الحيز من سورة البقرة، جاء هذا الحيز من هذه السورة ليفصل فيها ضمن ترتيب جديد وفي سياق جديد!
أليس في ذلك ما يلفت النظر ويطالب بالبحث عن الناظم الذي يفسر هذه الشئون!.
إن تفسيرنا نحن لهذا هو ما قلناه: إن سورة آل عمران، محورها مقدمة سورة البقرة وامتدادات معاني هذه المقدمة. فسورة آل عمران هي التفصيل الأول لذلك. وستأتي سور أخرى تفصل تفصيلا ثانيا وثالثا ورابعا في مقدمة سورة البقرة وهذا مظهر من مظاهر كون القرآن كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ.
(سورة هود)
[المقطع الثالث]
يتألف هذا المقطع من أربع فقرات متشابهة البدايات، كل منها مبدوء بفعل مشتق من الحسبان، ويجمع الفقرات جامع وهو أنها تصحح تصورا يمكن- لولا البيان- أن يتسلل إلى أصناف من الناس. فلنقبل على تفسير فقرات المقطع الثالث، وهو مقطع تصحيح التصورات في فقراته الأربع بشكل مباشر، فقد أطلنا التعلقيات.