والثمرات. وجزاء على الخوف والجوع والشدة. وجزاء على القتل والشهادة إن الكفة ترجح بهذا العطاء، فهو أثقل في الميزان من كل عطاء. أرجح من النصر، وأرجح من التمكين، وأرجح من شفاء غيظ الصدور.
هذه هي التربية التي أخذ الله بها الصف المسلم ليعده ذلك الإعداد العجيب. وهذا هو المنهج الإلهي في التربية لمن يريد استخلاصهم لنفسه ودعوته ودينه من بين البشر أجمعين».
[كلمة في سياق المجموعة]
انتهت المجموعة بقوله تعالى: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ لاحظ كلمة الْمُهْتَدُونَ. وتذكر خاتمة قصة آدم عليه السلام:
فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ. ثم تذكر مقدمة سورة البقرة وفيها ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ إذا أدركت هذا كله أدركت محل هذه المجموعة في السياق القرآني وأدركت قيمة الصبر في دين الله. وأدركت الجانب العملي في هذا المقطع بعد ذلك الحوار الطويل. ثم إذا لاحظت أن هذه المجموعة جاءت بعد قوله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ. فإنك ترى فيها نموذجا على ذكر نفعله لله، ونموذجا على نوع من الذكر يذكرنا الله به. فإذا ذكرت الله عند المصيبة بالاسترجاع، ذكرك الله بالصلاة عليك والرحمة لك. كما ترى فيها نموذجا على نوع من الكفر لا ينبغي أن يقربه الإنسان. وهو أن يقول لمن يقتل في سبيل الله إنه ميت.
وقد جاءت هذه المجموعة في مقطعها قبل الأمر بالسعي بين الصفا والمروة، وقبل الترهيب من كتمان ما أنزل الله، وقبل التحذير من الموت على الكفر، وقبل إعلان التوحيد. وكلها قضايا تحتاج إلى استعانة بالصبر والصلاة. وجاء هذا المقطع خاتمة لقسم وسابقا لقسم. وفي القسم الثاني من سورة البقرة أوامر ونواه، منها الأمر بأكل الطيبات، ومنها الأمر بالصوم، ومنها الأمر بالقتال، ومنها الأمر بالحج. وكلها تحتاج إلى صبر وإلى استعانة بالصبر والصلاة. كما جاء المقطع بعد سياق طويل. فكان ما سبقه يحتاج إلى هذا التعليم للمؤمنين أن يستعينوا بالصبر والصلاة. وبعد المجموعة الأولى من الفقرة الأولى تأتي آية: