للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميع الخلق الدخول فيه، وأن على أهله أن يثبتوا عليه. بين هنا ما أعده للرافضين الدخول في هذا الإسلام. الذين يقتلون الأنبياء، ويقتلون دعاة الحق. وأمر رسوله عليه السلام أن يبشر هؤلاء بالعذاب الأليم، وبحبوط العمل في الدنيا والآخرة، وأنهم لا ناصر لهم. وأول ما ينطبق عليهم هذا، اليهود، فهم الذين اجتمعت لهم هذه الخصال على أقبح ما يكون، ويدخل في التهديد كل من كان كذلك. ويفهم من هذه الآيات أن الكفر بآيات الله يرافقه الجرأة على الأنبياء والعلماء ودعاة الحق.

[المعنى الحرفي]

إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ أي بحججه ودلائله، وما خلق، وما أنزل من البينات وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ القسط: العدل، والعدل هو حكم الله لا غير فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ أي مؤلم:

أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ أي ضاعت فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ. فاستحقوا اللعنة في الدنيا، والعذاب في الآخرة. وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ. ينصرونهم في الدنيا والآخرة من عذاب الله.

[فوائد]

١ - قتل الذين يأمرون بالقسط من الناس أثر من آثار الكبر فقد عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبر في الحديث الصحيح فقال: «الكبر بطر الحق وغمط الناس».

وهؤلاء رفضوا الحق وقتلوا أهله، وهذا منتهى الكبر و «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر».

٢ - أخرج ابن أبي حاتم عن أبي عبيدة بن الجراح قال: «قلت يا رسول الله: أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟ قال: رجل قتل نبيا، أو من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ ... الآية ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من أول النهار في ساعة واحدة، فقام مائة وسبعون رجلا من بني إسرائيل فأمروا من قتلهم بالمعروف، ونهوهم عن المنكر، فقتلوهم جميعا من آخر النهار من ذلك اليوم فهم الذين ذكر الله عزّ وجل».

<<  <  ج: ص:  >  >>