فتكمّل معاني سورة فاطر، فسورة فاطر مثلا ذكر الله فيها إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ وسورة (يس) تتحدّث عن الرسل ومهمتهم. ومما تقوله: إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ فهي تكمّل ما بدأته سورة فاطر،
وتزيده تفصيلا، إذ تتحدث عن المرسلين عامة ومهمتهم وموقف الناس ...
...
بعد أن عرفنا أن سورة (يس) هي نهاية المجموعة السابقة، وعرفنا ما هو محورها نقول:
إن سورة (يس) تتألف من مقطعين: المقطع الأول: ويمتد من أول السورة إلى نهاية قوله تعالى: يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ أي إلى نهاية الآية (٣٠)، والمقطع الثاني، ويمتدّ إلى نهاية السورة. أي إلى نهاية الآية (٨٣) ونلاحظ أن المقطع الثاني يتألف من مجموعات واضحة التقسيم، واضحة البدايات: أَلَمْ يَرَوْا أَلَمْ أَعْهَدْ أَلَمْ يَرَوْا أَوَلَمْ يَرَ ..
نقول:[تقديم ابن كثير والألوسي وصاحب الظلال لسورة يس]
١ - [من تقديم ابن كثير لتفسير سورة (يس)]
قدّم ابن كثير لتفسير سورة (يس) بأن ذكر الأحاديث والآثار الواردة في هذه السورة وفضلها، والحض على تلاوتها وحفظها. فلنذكر ما ذكره في هذه المقدمة مع حذف الأسانيد. قال ابن كثير:
(روى أبو عيسى الترمذي ... عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: «إن لكل شئ قلبا، وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات» ثم قال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حميد بن عبد الرحمن. وهارون أبو محمد- أحد رواة الحديث- شيخ مجهول. وفي الباب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولا يصح لضعف إسناده، وعن أبي هريرة رضي الله عنه منظور فيه. أما حديث الصديق رضي الله عنه فرواه الحكيم الترمذي في كتابه نوادر الأصول. وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقد رواه أبو بكر البزار بإسناده عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إن لكل شئ قلبا، وقلب القرآن يس» ثم قال لا نعلم رواه إلا زيد عن حميد. وروى الحافظ