للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخشي بن حمير: يا رسول الله قعد بي اسمي واسم أبي، فكان الذي عفي عنه في هذه الآية مخشي بن حمير فتسمى عبد الرحمن وسأل الله أن يقتل شهيدا لا يعلم بمكانه، فقتل يوم اليمامة، ولم يوجد له أثر».

وقبل أن ننتقل إلى المجموعة السادسة نحب أن نذكر ببعض ما مر:

في المقطع الأول من القسم الثاني جاءت حتى الآية الأخيرة التي عرضناها خمس مجموعات:

المجموعة الأولى: حضت على النفير.

المجموعة الثانية: حكمت على الذين يستأذنون في ترك الجهاد بالنفاق.

المجموعة الثالثة: حدثتنا عن نوع من المنافقين يعتذرون عن الجهاد بعذر ظاهره شرعي.

المجموعة الرابعة: حدثتنا عن نوع من المنافقين طماع لماز.

المجموعة الخامسة: حدثتنا عن نوع من المنافقين يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحاولون إرضاء المؤمنين ويبررون أفعالهم بأنها مزاح.

وها نحن وصلنا إلى المجموعة السادسة في المقطع.

وهي المجموعة الأخيرة فيه، وفيها تحديد لصفات المنافقين والمؤمنين، فليتأملها القارئ بدقة:

الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ أي كأنهم نفس واحدة، وفيه نفي أن يكونوا من المؤمنين، وتكذيب لهم في ادعائهم أنهم من المسلمين، فإذا رأيت إنسانا مستور الحال يوالي منافقا مكشوف النفاق فاعلم أنه مظنة النفاق يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ أي بالكفر والعصيان والمخالفة وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ أي عن الطاعة والإيمان، فإذا رأوا خيرا نهوا عنه، وإذا أقبل إنسان على تطبيق سنة أنكروا عليه، وإذا دعوا فإنهم يدعون إلى شر وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ شحا بالمبار والصدقات والإنفاق في سبيل الله ولا ينفي هذا أن يكون عندهم كرم جاهلي، وإنما المنفي أن يكونوا كرماء في سبيل الله نَسُوا اللَّهَ أي تركوا أمره أو أغفلوا ذكره فَنَسِيَهُمْ أي فتركهم من رحمته وفضله إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ أي هم الكاملون في الفسق، الذي هو التمرد، والانسلاخ عن كل خير، وكفى المسلم زاجرا أن يلم بما يكسبه هذا الاسم الفاحش، الذي هو اسم الفاسق الذي وصف به المنافقون حين بالغ النص في ذمهم، وهكذا وصف المنافقون بما يستطيع المسلم أن يكتشفهم من

<<  <  ج: ص:  >  >>