للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فوائد]

١ - بمناسبة قوله تعالى: وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ يذكر ابن كثير حديثا يرويه الطبراني ليس له علاقة مباشرة في الآية نذكره لما فيه من فائدة:

روى الطبراني عن حذيفة بن أسيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عرضت علي أمتي البارحة لدى هذه الحجرة أولها وآخرها» فقال رجل: يا رسول الله عرض عليك من خلق فكيف من لم يخلق؟ فقال: «صوروا لي في الطين حتى إني لأعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه».

٢ - وبمناسبة قوله تعالى: وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي يذكر ابن كثير أنه لم يرد القسم على اليوم الآخر في القرآن إلا في ثلاثة مواطن هذه إحداها. قال ابن كثير: وهذه الآية ليس لها نظير في القرآن إلا آيتان أخريان يأمر الله تعالى رسوله أن يقسم به على من أنكر المعاد:

في سورة سبأ وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ وفي التغابن: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ.

٣ - لاحظنا أن القسم الأول في مقطعيه قد قطع دابر كل شبهة يمكن أن تعرض في أمر هذا القرآن، وخلال ذلك وعظ وأنذر وحذر وبشر ليجمع مع إقامة الحجة على أن القرآن لا ريب فيه، الدعوة إلى الإيمان به، والآن يأتي القسم الثاني وإذا كان القسم الأول كما قلنا في تفصيل قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ فإن القسم الثاني بدايته

في تفصيل قوله تعالى: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ولذلك فهو مبدوء بقوله تعالى:

يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ... فبعد أن أقام الله الحجة على الناس جميعا بأن هذا القرآن لا ريب فيه بين لهم جميعا ما هو هذا القرآن، وما هي خصائصه. ثم أتبع ذلك بما يناسبه.

فلننتقل إلى القسم الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>