كلمة في السياق:[في صلة المجموعة الرابعة بمقدمة المقطع الثاني وبالمحور، وترابط المجموعات السابقة]
١ - سجلت هذه المجموعة موقفا للمستكبرين، وردت عليه، ووعظتهم، ولفتت نظرهم وهذا يذكّرنا بمقدمة المقطع الثاني، ويذكّرنا بأن هذه المجموعة استمرار لمجموعاته.
٢ - جاء في أول السورة قوله تعالى: يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ. .. وقد جاءت هذه المجموعة لتناقش استغراب من استغرب أن يوحي الله إلى بشر، وتأتي المجموعة التالية مبدوءة بقوله تعالى: وَقالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ فالمجموعتان السابقة واللاحقة إذن مرتبطتان بالمقطع الأول أيّ رباط، ارتباط التوحيد بالرسالة، وارتباط التوحيد باليوم الآخر، كما ورد في مقدمة هذا المقطع: إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ فالمجموعتان السابقة واللاحقة مرتبطتان بالمجموعة قبلهما التي ردّت على منكري اليوم الآخر، والمجموعات الثلاث مرتبطة بمقدمة المقطع أيّ ارتباط، والمقطع الثاني مرتبط بالمقطع الأول بروابط كثيرة، والمجموعات الثلاث تخدم السياق الكلي للقرآن، فتخدم الآية التي هي محور السورة في حيزها من سورة البقرة، فتعمّق معنى الإنذار باليوم الآخر، وتعمّق معنى الدخول في السلم كافة، وكل ذلك في تداخل لا يحيط بجماله وكماله إلا الله، وقبل أن نذكر فوائد هذه المجموعة نذكر المجموعة الخامسة، ونفسرها للارتباط الكامل بينها وبين المجموعة السابقة، حتى لتكادان أن تكونا مجموعة واحدة: يتقرر في أولاها الوحي والرسالة، ويتقرر في الثانية التوحيد، ثمّ نذكر بعد ذلك بعض الفوائد المتعلقة بالمجموعتين.