للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوسط الأئمة الاثني عشر؛ بناء على نقول ينقلونها عن بعض الأئمة. فقال: «ولا يخفى أن دون إثبات ما قالوه خرط القتاد» أقول: ومما يشهد لفساد هذا الاتجاه الخطاب العام لكل الأمة بقوله تعالى وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً نعم الصالحون من آل البيت هم من خيار هذه الأمة الوسط، وهم فيها محل المودة من قلوب أهل الإيمان.

ولكن هذا وحده لا يعطيهم حقا في إمامة وخلافة إذا لم تقدم الشورى أحدا منهم.

ولنعد إلى قضية فهم الإجماع من الآية: فممن ذهب هذا المذهب القرطبي وذهب إلى أن الآية دليل على أنه لا يشهد إلا العدول وذلك منه قياسا على اعتماد الله شهادة هذه الأمة في الآخرة بسبب العدالة التي هي أحد تفسيري الوسط في الآية. قال القرطبي:

«قال علماؤنا: أنبأنا تبارك وتعالى في كتابه بما أنعم علينا من تفضيله لنا باسم العدالة، وتولية خطير الشهادة على جميع خلقه .. وهذا دليل على أنه لا يشهد إلا العدول. ولا ينفذ قول الغير على الغير إلا أن يكون عدلا .. وفيه دليل على صحة الإجماع ووجوب الحكم به لأنهم إذا كانوا عدولا شهدوا على الناس. فكل عصر شهيد على من بعده.

فقول الصحابة حجة وشاهد على التابعين. وقول التابعين على من بعدهم. وإذا جعلت الأمة شهداء فقد وجب قبول قولهم ... ».

٦ - في قوله وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها رد واضح على من زعم أنه لا نسخ في الشريعة، وفيها دليل على نسخ السنة بالقرآن. يقول القرطبي: «في هذه الآية دليل واضح على أن في أحكام الله تعالى، ناسخا ومنسوخا. وأجمعت عليه الأمة إلا ممن شذ كما تقدم. وأجمع العلماء على أن القبلة أول ما نسخ ... ودلت أيضا على جواز نسخ السنة بالقرآن. وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس وليس في ذلك قرآن. فلم يكن الحكم إلا من جهة السنة. ثم نسخ ذلك بالقرآن ... ».

٧ - بمناسبة ذكر رأفة الله ورحمته في قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ أورد ابن كثير الحديث الصحيح فقال: في الصحيح: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة من السبي قد فرق بينها وبين ولدها. فجعلت كلما وجدت صبيا من السبي أخذته فألصقته بصدرها وهي تدور على ولدها. فلما وجدته ضمته إليها وألقمته ثديها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترون هذه طارحة ولدها في النار وهي تقدر على أن لا تطرحه؟

فقالوا: لا يا رسول الله. قال: فو الله لله أرحم بعباده من هذه بولدها».

[كلمة في السياق]

١ - لا خلاف أن قوله تعالى وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ نزل متأخرا عن

<<  <  ج: ص:  >  >>