لإدارة هذه المؤسسة الخطيرة، وصيانتها وحمايتها. ووجود القيم في مؤسسة ما، لا يلغي وجود ولا شخصية ولا حقوق الشركاء فيها، والعاملين في وظائفها. فقد حدد الإسلام في مواضع أخرى صفة قوامة الرجل وما يصاحبها من عطف ورعاية، وصيانة وحماية، وتكاليف في نفسه وماله، وآداب في سلوك مع زوجه وعياله.
[كلمة في السياق]
بهذا المقطع يكون قد مر معنا ثلاثة مقاطع من سورة النساء، اتضحت لنا فيها معان كثيرة، مرتبطة بالعبادة والتقوى، وتحددت فيها أمور.
وفي المقطع الثالث تحددت قضايا، هي من الأهمية بمكان كبير، ومن ثم فإن فهم هذا المقطع يترتب عليه شئ كثير في عصرنا. خاصة وأن فتنة العصر تكمن في
القضيتين الرئيسيتين: اشتراكية الأموال، ومساواة الرجال بالنساء. والمقطع يقيم المؤمنين حيث ينبغي أن يقيموا في هاتين القضيتين، وغيرهما. ولعلنا لاحظنا في هذا المقطع تشابها بين معان فيه، ومعان موجودة في سورة البقرة. ولكنها هنا أكثر تفصيلا كقوله تعالى:
وكل ذلك في سورة البقرة. مما يؤكد ما قلناه من أن سورة النساء تفصل في محورها من سورة البقرة: يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ... ، وامتدادات هذا المحور في سورة البقرة نفسها.
ولنقف هنا وقفة متأنية: جاء قوله تعالى فى سورة البقرة يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ بعد مقدمة سورة البقرة التي وصفت المتقين بأنهم يؤمنون بالغيب، ويقيمون الصلاة، وأنهم ينفقون مما رزقهم الله- عزّ وجل-. ومن قوله تعالى اعْبُدُوا رَبَّكُمُ .. لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ نفهم أن العبادة هي الطريق لتعميق الإيمان، وإقامة الصلاة، واستخراج الإنفاق، وتحقيق الالتزام بالقرآن.
وقد جاء في المقطع الذي مر معنا أمر بالعبادة وانتهت الآية التي أمرت بالعبادة بقوله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالًا فَخُوراً الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ فالسياق إذن يحرر من البخل، وقد جاءت آية الأمر بالعبادة هنا بعد تبيان أن الصالحات قانتات، فهي تدل على طريق الصلاح، وجاءت هذه الآية بعد أوامر