للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَدِينِ الْحَقِّ أي: دين الله أو الإسلام لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ أي: ليعليه على الدين كله، أي: على جميع الأديان المخالفة له وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ومن ثم فلا بد من القتال لإعلاء دين الهدى والحق على الضلال والباطل لإرغام أنوف أهل الضلال والباطل على أننا لا نكره أحدا على الدخول في الإسلام، وفي هذه الآية بشارة لهذه الأمة، كما أن فيها تعليلا لفرضية القتال وحضا وحثا، وبهذه الآية انتهت الفقرة.

[كلمة في السياق]

رأينا في الفقرة تعليلا للأسباب التي لا يهدي الله عزّ وجل بسببها أهلها، وفي ذلك تفصيل لبعض المعاني الواردة في مقدمة سورة البقرة عن الكافرين، كما رأينا كلاما عن أنواع من الكافرين: يهود، ونصارى، ومشركين، وكافرين، وفي ذلك نوع تفصيل لما ورد في مقدمة سورة البقرة عن الكافرين، ورأينا في الفقرة مظهرا من مظاهر النفاق، وفي ذلك نوع تفصيل لما ذكر في مقدمة سورة البقرة عن المنافقين، ورأينا في الفقرة مظاهر تنبثق عن الإيمان الحق، وكل ذلك نوع تفصيل لقضايا مرتبطة بما وصف الله عزّ وجل به المتقين في أول سورة البقرة، فالفقرة خدمت مقدمة سورة البقرة ضمن سياقها الخاص الذي رأينا طرفا من تسلسله والذي ملخصه ما يلي:

بدأت السورة بذكر خضوع الأشياء كلها الله، وتنزيهها له، ثم عاتبت المؤمنين على انفصال القول عندهم عن العمل، لتصل إلى تقرير أن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا، ثم ذكرت معاني تعرف من خلالها حكمة القتال في سبيل الله، وإذ تستقر هذه المعاني تأتيك فقرة تذكر طريق الفلاح عند الله وهو إيمان بالله ورسوله وجهاد في سبيله، ولذلك صلته بمقدمة سورة البقرة أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ فالفلاح من جملة شروطه الجهاد، إما لأنه الأثر الصحيح للإيمان بالغيب، أو لأنه جزء من هدي هذا القرآن الذي يهتدي بهديه المتقون. فلنر الفقرة الثانية.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>