للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثابت قد أثبته في التوراة والإنجيل والقرآن وهو دليل على أن كل ملة أمروا بالقتال ووعدوا عليه وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ لا أحد أوفى بعهده من الله لأن إخلاف الميعاد قبيح لا يقدم عليه الكريم منا فكيف بأكرم الأكرمين، وأي ترغيب في الجهاد هذا الترغيب؟ وأين البائعون؟ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ أي فافرحوا غاية الفرح بهذا البيع، فإنكم تبيعون فانيا بباق وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وأي ربح أعظم من الجنة؟ ولكن من هم المرشحون لهذا البيع؟

التَّائِبُونَ الذين تابوا من الشرك وتبرءوا من النفاق وإذا واقعوا المعصية أنابوا مباشرة الْعابِدُونَ أي الذين عبدوا الله وحده وأخلصوا له العبادة الْحامِدُونَ الله على نعمة الإسلام وعلى كل نعمة السَّائِحُونَ أي الصائمون، أو طلبة العلم؛ لأنهم يسيحون في الأرض يطلبونه من مظانه، أو السائرون في الأرض للاعتبار الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ أي المحافظون على الصلوات الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ أي والآمرون بالإيمان والمعرفة والطاعة والعمل الصالح وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ أي عن الشرك والمعاصي وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ أي أوامره ونواهيه أو معالم الشرع وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ أي المتصفين بهذه الصفات، فهذه صفات عشر: الإيمان، وحفظ حدود الله، والنهي عن المنكر، والأمر بالمعروف، والسجود، والركوع، والسياحة، والحمد، والعبادة، والتوبة، من تحقق بها فهو المرشح للبيع، وعلى هذا فإن على المربين في هذه الأمة أن يربوا على هذه الخصال إذا ما أرادوا جيلا يستسهل البيع والجهاد والقتال، وإذا وزنا الناس بهذه الصفات العشر، وفتبين لنا نقصانها في المسلمين عرفنا لم لا نرى جهادا أو قتالا وبيعا للأنفس في سبيل الله ولم لا نرى مسارعة لذلك.

وبهذا تنتهي المجموعة الرابعة من هذا المقطع وقد فصلت أحوال أصناف من الناس.

[الفوائد]

١ - بمناسبة قوله تعالى وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ نذكر هذه الروايات:

أ- روى الإمام أحمد عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله إنهم يزعمون أنه ليس لنا أجر بمكة، فقال «لتأتينكم أجوركم ولو كنتم في جحر ثعلب»

<<  <  ج: ص:  >  >>