بين يدي سورة الدخان:[تقديم ابن كثير والألوسي وصاحب الظلال لسورة الدخان]
[١ - قدم ابن كثير لسورة الدخان بما يلي]
(روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك» ثم قال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعمرو بن أبي خثعم- وهو من رجال سنده- يضعف، قال عنه البخاري: منكر الحديث، ثم روى الترمذي عن هشام أبي المقدام عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:
«من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له» ثم قال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وهشام أبو المقدام يضعف والحسن لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه كذا قال أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد رحمة الله عليهم أجمعين).
[٢ - وقال الألوسي عن سورة الدخان]
(ووجه مناسبتها لما قبلها أنه عزّ وجل ختم ما قبلها بالوعيد والتهديد وافتتح هذه بشيء من الإنذار الشديد وذكر سبحانه هناك قول الرسول صلّى الله تعالى عليه وسلم يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ وهنا نظيره فيما حكي عن أخيه موسى عليه الصلاة والسلام بقوله تعالى فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ وأيضا ذكر فيما تقدم فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ وحكى سبحانه عن موسى عليه السلام إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ وهو قريب من قريب إلى غير ذلك، وهي إحدى النظائر التي كان يصلي بهن رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلم كما أخرج الطبراني عن ابن مسعود: الذاريات والطور.
والنجم واقتربت. والرحمن، والواقعة، ونون، والحاقة. والمزمل، ولا أقسم بيوم القيامة. وهل أتى على الإنسان، والمرسلات. وعم يتساءلون، والنازعات. وعبس، وويل للمطففين. وإذا الشمس كورت، والدخان، وورد بفضلها أخبار).
[٣ - وقال صاحب الظلال في تقديمه للسورة]
(يشبه إيقاع هذه السورة المكية، بفواصلها القصيرة، وقافيتها المتقاربة، وصورها العنيفة، وظلالها الموحية .. يشبه أن يكون إيقاعها مطارق على أوتار القلب البشري المشدودة.
ويكاد سياق السورة أن يكون كله وحدة متماسكة، ذات محور واحد، تشد إليه خيوطها جميعا. سواء في ذلك القصة، ومشهد القيامة، ومصارع الغابرين، والمشهد الكوني، والحديث المباشر عن قضية التوحيد والبعث والرسالة. فكلها وسائل