بنونا بنو أبنائنا وبناتنا ... بنوهن أبناء الرجال الأجانب
وقال آخرون: ويدخل بنو البنات فيهم أيضا لما ثبت في صحيح البخاري: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال للحسن بن علي: «إن ابني هذا سيّد، ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين». فسماه ابنا، فدلّ على دخوله في الأبناء. وقال آخرون: هذا تجوّز.
ومعنى توكيلهم بها أنهم وفّقوا للإيمان بها، والقيام بحقوقها، كما يوكّل الرجل بالشئ ليقوم به ويتعهده ويحافظ عليه. أقول: ومن الموكّلين من أشار إليهم الرسول صلّى الله عليه وسلّم بقوله: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله».
٣ - روى البخاري عن مجاهد أنه سأل ابن عباس: أفي (ص) سجدة؟ فقال نعم. ثم تلا وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ... إلى قوله فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ. ثم قال: هو منهم» وهذا فهم دقيق لابن عباس فما من موقف كريم من مواقف الرسل إلا وكان رسولنا إذا وجد في مثل ظرفه يفعل مثله، أو أحسن منه، وقد أشرنا إلى مثل هذا في كتابنا «الرسول» من سلسلة الأصول الثلاثة.
وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ. أي: وما عرفوه حق معرفته في الرحمة على عباده، حين أنكروا بعثة الرسل صلّى الله عليه وسلّم والوحي إليهم، وذلك من أعظم رحمته وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ أو وما عظموا الله حق تعظيمه إذ كذّبوا رسله إليهم قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً
لِلنَّاسِ
الكتاب هنا التوراة، أنزلها الله نورا ليستضاء بها في كشف المشكلات، وهدى ليهتدى بها في ظلم الشبهات تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً القرطاس الورقة، والمعنى: بعّضتموه وجعلتموه قراطيس مقطّعة ورقات ليتمكّنوا مما راموا من الإبداء والإخفاء أو: تجعلون جملتها قراطيس أي: قطعا تكتبونها من الكتاب الأصلي الذي بأيديكم، وتحرّفون منها ما تحرّفون، وتبدّلون وتتأوّلون، وتقولون هذا من عند الله أي في كتابه وما هو من عند الله وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ هناك اتجاهان في فهم هذا النصّ: الاتجاه الذي يجعله في أهل الكتاب كتتمة للخطاب السابق، والاتجاه الذي يجعله خطابا لهذه الأمة، فعلى الأوّل يكون المعني: وعلمتم يا