هذه الآيات عامة في المنافقين كلهم، وفي المؤمنين كلهم. هذا قول قتادة، ومجاهد، والربيع بن أنس، وغير واحد. قال ابن كثير: وهو الصحيح.
[المعنى الحرفي]
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ أي: يروقك، ويعظم في قلبك. ومنه الشئ العجيب الذي يعظم في النفس. فِي الْحَياةِ الدُّنْيا: يعجبك حلو كلامه في أمر الدنيا، أو في كل ما هو من معنى الدنيا. ودخل في ذلك علومها، وأمورها ..
وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ أي: يحلف ويقول: الله شاهد على ما في قلبي من الإسلام، ومحبة الله والرسول. ومعناه أنه يظهر للناس الإسلام، ويبارز الله بما في قلبه من الكفر والنفاق. قال ابن عباس: معناه: إذا أظهر للناس الإسلام، حلف وأشهد الله لهم أن الذي في قلبه موافق للسانه. وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ: وهو شديد العداوة للمسلمين. هذا إذا فسرنا الخصام بالمخاصمة. أما إذا اعتبرنا الخصام جمع خصم.
فيكون المعنى: وهو أشد الخصوم خصومة. والألد في اللغة: الأعوج. وهكذا المنافق في حال خصومته، يكذب، ويزور على الحق، ولا يستقيم معه، بل يفتري، ويفجر.
روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم».