للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ أي منه أي من أين يدعي رسالة الله من بينكم وهو مثلكم

وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ أي فيما يأمركم به وينهاكم عنه إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ بالانقياد لمثلكم، قال النسفي: ومن حمقهم أنهم أبوا اتباع مثلهم وعبدوا أعجز منهم

أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ أي مبعوثون للسؤال والحساب والثواب والعقاب

هَيْهاتَ هَيْهاتَ أي بعد بعد لِما تُوعَدُونَ من العذاب أو من البعث

إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا أي لا حياة إلا هذه الحياة التي نحن فيها ودنت منا نَمُوتُ وَنَحْيا أي يموت بعض ويولد بعض، ينقرض قرن فيأتي قرن آخر وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ أي بعد الموت

إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أي ما هو إلا مفتر على الله فيما يدعيه من استنبائه له، وفيما يعدنا من البعث وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ أي بمصدقين

قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ استفتح عليهم الرسول، واستنصر ربه عليهم

فأجاب دعاءه قالَ عَمَّا قَلِيلٍ أي عن قليل لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ إذا عاينوا ما يحل بهم

فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ

قال النسفي: أي صيحة جبريل صاح عليهم فدمرهم بِالْحَقِّ أي بالعدل من الله أي كانوا يستحقون ذلك من الله بكفرهم وطغيانهم فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً شبههم في دمارهم

بالغثاء: وهو حميل السيل مما بلي واسود من الورق والعيدان فَبُعْداً أي هلاكا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ أي الكافرين

ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ أي أمما وخلائق، كقوم صالح ولوط وشعيب وغيرهم

ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أي ما تسبق أمة أَجَلَها المكتوب لها، والوقت الذي حد لهلاكها وكتب وَما يَسْتَأْخِرُونَ أي لا يتأخرون عنه يعني: بل يؤخذون على حسب ما قدر لهم الله تعالى في كتابه المحفوظ

ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا أي متتابعين واحدا بعد واحد قال ابن عباس: يتبع بعضهم بعضا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها المرسل إليها كَذَّبُوهُ أي جمهورهم وأكثرهم فَأَتْبَعْنا الأمم والقرون بَعْضَهُمْ بَعْضاً في الهلاك وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ أي أخبارا وأحاديث للناس قال النسفي: أخبارا يسمع بها ويتعجب منها، والأحاديث تكون اسم جمع للحديث، ومنه أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وتكون جمعا للأحدوثة وهو ما يتحدث به الناس تلهيا وتعجبا وهو المراد هنا فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ أي فهلاكا لقوم كافرين

ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا التسع وَسُلْطانٍ مُبِينٍ أي وحجة ظاهرة

إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَاسْتَكْبَرُوا أي امتنعوا عن قبول الإيمان ترفعا وتكبرا

<<  <  ج: ص:  >  >>