عزّز بثالث هنا، ومن ثمّ نفهم أن تكليف ثلاثة في مهمّة دعوية أقوى، مع تحديد الأمير.
٢ - [حول عقيدة سكان أطراف المدينة ووسطها بمناسبة آية وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ .. ]
من قوله تعالى: وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى فهم بعضهم أن أطراف المدينة أقرب إلى الفطرة، ومن ثمّ فهم أدعى إلى الاستجابة، وبعضهم يقول إن الحادثة تدل على أن وسط المدينة أكثر تمسكا بما ورثوه من عقائد، وهذا كما ينطبق على عقائد باطلة، ينطبق على عقائد حق، وبالتالي يختلف هذا باختلاف ما إذا كان البلد إسلاميا أو لا.
٣ - [كلام ابن كثير بمناسبة قوله تعالى على لسان مؤمن (يس) يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ]
بمناسبة قوله تعالى على لسان مؤمن (يس) يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ قال ابن كثير: (قال قتادة: لا تلقى المؤمن إلا ناصحا لا تلقاه غاشا. لما عاين ما عاين من كرامة الله تعالى قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ تمنى والله أن يعلم قومه بما عاين من كرامة الله، وما هجم عليه، وقال ابن عباس نصح قومه في حياته بقوله يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ وبعد مماته في قوله يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ رواه ابن أبي حاتم، وقال سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أبي مجلز بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ بإيماني بربي، وتصديق المرسلين، ومقصوده: أنهم لو اطلعوا على ما حصل لي من الثواب والجزاء، والنعيم المقيم، لقادهم ذلك إلى اتباع الرسل، فرحمه الله ورضي عنه، فلقد كان حريصا على هداية قومه. روى ابن أبي حاتم ... عن عبد الملك- يعني ابن عمير- قال: قال عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه للنبي صلّى الله عليه وسلم: ابعثني إلى قومي أدعوهم إلى الإسلام، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:«إني أخاف أن يقتلوك» فقال لو وجدوني نائما ما أيقظوني، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلم:«انطلق» فانطلق فمرّ على اللات والعزى فقال: لأصبّحنك غدا بما يسوؤك فغضبت ثقيف، فقال يا معشر ثقيف إن اللات لا لات وإن العزى لا عزى أسلموا تسلموا، يا معشر الأحلاف، إن العزى لا عزى، وإن اللات لا لات، أسلموا تسلموا، قال ذلك ثلاث مرات فرماه رجل فأصاب أكحله فقتله، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال:
«هذا مثله كمثل صاحب يس» قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ. وروى محمد بن إسحاق ... عن كعب الأحبار أنه ذكر له حبيب ابن زيد بن عاصم أخو بني مازن بن النجار الذي كان مسيلمة الكذاب قطعه باليمامة