فإلى النداء الرابع: يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي أي يقرءون عليكم كتبي فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ أي فمن اتقى الشر منكم وأصلح العمل فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ فيما يستقبلونه وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ على ما خلفوه، أو لا خوف عليهم أصلا لأن الله يرعاهم في شأنهم كله، ولا هم يحزنون لأنهم متوكلون على الله في كل شئونهم
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا أي منكم يا بني آدم بِآياتِنا أي بوحينا وكتبنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها أي تعظموا عن الإيمان بها أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ أي ماكثون فيها أبدا وبهذا تنتهي المجموعة الأولى من الفقرة الثانية من المقطع وقد انتهت بالمعنى الذى تدور حوله السورة كلها وهو محور السورة في سورة البقرة.
أ- روى الإمام أحمد عن أبي العلاء الشامي قال: لبس أبو أمامة ثوبا جديدا، فلما بلغ ترقوته قال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم قال سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من استجد ثوبا فلبسه فقال حين يبلغ ترقوته: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي ثم عمد إلى الثوب الخلق فتصدق به كان في ذمة الله، وفي جوار الله، وفي كنف الله حيا وميتا» ورواه أيضا الترمذي وابن ماجه.
ب- وروى الإمام أحمد أيضا ... عن أبي مطر أنه رأى عليا رضي الله عنه أتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ولبسه، ما بين الرسغين إلى الكعبين يقول حين لبسه: الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس، وأواري به عورتي. فقيل: هذا شئ ترويه عن نفسك أو عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: هذا شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند الكسوة: «الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس وأواري به عورتي»
٢ - وبمناسبة قوله تعالى وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللَّهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ قال ابن كثير: (قال