ومكر وتورية، إنهم قد جربوا حماسة المسلمين لدينهم وعقيدتهم حين واجهوهم تحت راية العقيدة، ومن ثم استدار الأعداء العريقون فغيروا أعلام المعركة. لم يعلنوها حربا باسم العقيدة- على حقيقتها- خوفا من حماسة العقيدة وجيشانها، إنما أعلنوها باسم الأرض والاقتصاد والسياسة والمراكز العسكرية وما إليها، وألقوا في روع المخدوعين الغافلين منا، أن حكاية العقيدة قد صارت حكاية قديمة لا معنى لها، ولا يجوز رفع رايتها. وخوض المعركة باسمها، فهذه سمة المتخلفين المتعصبين، ذلك كي يأمنوا جيشان العقيدة وحماستها، بينما هم في قرارة نفوسهم: الصهيونية العالمية، والصليبية العالمية- بإضافة الشيوعية العالمية- جميعا يخوضون المعركة أولا وقبل كل شئ لتحطيم هذه الصخرة العاتية التي نطحوها طويلا فأدمتهم جميعا.
إنها معركة العقيدة، إنها ليست معركة الأرض، ولا القلة، ولا المراكز العسكرية، ولا هذه الروايات المزيفة كلها، إنهم يزيفونها علينا لغرض في نفوسهم دفين ليخدعونا عن حقيقة المعركة وطبيعتها، فإذا نحن خدعنا بخديعتهم لنا فلا نلومن إلا أنفسنا ونحن نبعد عن توجيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأمته وهو سبحانه أصدق القائلين وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ فذلك هو الثمن الوحيد الذي يرتضونه وما سواه فمرفوض ومردود! ولكن الأمر الحازم والتوجيه الصادق: قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى على سبيل القصر والحصر، هدى الله هو الهدى، وما عداه ليس بهدى، فلا براح منه ولا فكاك عنه، ولا محاولة فيه ولا ترضية على حسابه، ولا مساومة في شئ منه قليل أو كثير، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ... ».
أقول: إنه في فترات الضعف الإسلامي الأخيرة لم يزل العالم يتعامل معنا على أساس مصالح بمبادئ ومصالح، ونحن الخاسرون في كل صفقة، وعلينا أن نعمل لنكون أقوياء، فنفرض على العالم أن يتعامل معنا مصالح بمصالح، وضمن موازين عادلة، وحيث تجيز شريعتنا.
[فصل خاتم في المعجزات وخوارق العادات]
لاحظنا من خلال مقطع بني إسرائيل كثرة المعجزات وخوارق العادات في حياة بني إسرائيل، وفي حياة أمتنا منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى عصرنا ظهرت معجزات وكرامات، وخوارق عادات كثيرة، حتى إن بعض أولياء هذه الأمة ظهرت على أيديهم خوارق للعادات كثيرة، هذا الشيخ عبد القادر الجيلاني يقول عنه ابن تيمية رحمه الله: