يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ باتباع كتابه، والإيمان به، والصلاة له، والإنفاق في سبيله وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ محمد صلى الله عليه وسلم بالتصديق وبالالتزام بسنته وبالقيام لنصرته يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ أي: ضعفين مِنْ رَحْمَتِهِ قال النسفي: لإيمانكم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وإيمانكم بمن قبله، قال ابن كثير: وزادهم وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ قال ابن كثير: يعني هدى يتبصر به من العمى والجهالة وَيَغْفِرْ لَكُمْ أي:
ذنوبكم ففضلت هذه الأمة على غيرها بالتضعيف والنور والمغفرة وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ فاتقوه وآمنوا برسوله لتنالوا مغفرته ورحمته
لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أي: ليعلم أهل الكتاب الذين لم يسلموا أَلَّا يَقْدِرُونَ أي: أنه لا يقدرون عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ قال ابن كثير: أي: ليتحققوا أنهم لا يقدرون على رد ما أعطاه الله ولا إعطاء ما منع الله وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ أي: وليعلموا أن الفضل بيد الله أي: هو مالكه والمتصرف فيه يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ من عباده وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ الذي لا يقدره أحد حق قدره.
أقول: هذه الآية من الآيات التي يغيب معناها عن كثير من الناس فليلاحظ ما يلي: إن اليهود من أهل الكتاب يرون فضل الله وقفا على موسى ولم يتعده إلى غيره، فيعطى مثل ما أعطي وأنه وقف عليهم، فلم تعط أمة مثل ما أعطوا، كما أن النصارى