الأرض وانتهى عهد. والذي كان فرقانا في تاريخ البشر لا في تاريخ أمة ولا جيل. والذي سجلته جنبات الوجود كله وهي تتجاوب به. وسجله الضمير الإنساني. وبقي أن يتلفت هذا الضمير اليوم على تلك الذكرى العظيمة ولا ينساها. وأن يذكر دائما أنه ميلاد جديد للإنسانية لم يشهده إلا مرة واحدة في الزمان .. ).
[كلمة في السياق]
١ - قال تعالى في محور السورة: يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ، فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ. وقد جاءت الآيات الخمس لتأمر بقراءة الكون والإنسان باسم الله عزّ وجل، ووعدت على هذه القراءة بالإكرام بالعلم من الله الذي علم الإنسان بواسطة وبغير واسطة، ومن صلة الفقرة بمحورها نعلم أن قراءة الكون والحياة باسم الله عزّ وجل عبادة من العبادات الموصلة للتقوى.
٢ - ذكر محور السورة خلق الإنسان، وجعل الأرض فراشا، والسماء بناء، وإنزال المطر من السماء، وإخراج الثمرات به، وكل ذلك مما ينبغي أن يقرأه الإنسان باسم الله عزّ وجل، ولا شك أن هذه القراءة تفضي إلى الشكر والتوحيد والتقوى والعبادة. وفي الآيات الخمس التي مرت معنا في سورة العلق ذكرنا الله عزّ وجل أنه الخالق، وأنه الذي خلق الإنسان من علق، وأنه الأكرم، وأنه الذي علم بالقلم، وأنه الذي علم الإنسان ما لم يعلم، وهي معان تقتضي عبودية واعترافا لله عزّ وجل بالفضل وقياما بالشكر، والتزاما بالتقوى، ولكن الإنسان بدلا من أن يقابل النعم الخاصة والعامة بالعبادة والتقوى، أي: بالشكر، فإنه يزداد طغيانا كلما زاد غنى. وهذا الذي سجلته الفقرة الثانية.
[تفسير الفقرة الثانية]
كَلَّا كلمة يراد بها الردع، وهي في هذا السياق تفيد أن ناسا لا يقرءون