لأنه شعيرة جديدة من شعائر الإسلام تستمد أصلها من الإسلام».
[المجموعة الثانية من الفقرة الأولى]
[كلمة في السياق]
جاءت آية إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ .. بعد مجموعة الأمر بالاستعانة بالصبر والصلاة وهي مبدوءة بكلمة (إن). وبعد ذلك يأتي معنيان، كل منهما قد جاء في آيتين.
وكلاهما قد بدئت آيتاه بكلمة (إن). فههنا تقريرات مؤكدة ثلاثة. فيها معنى الأمر والنهي.
الأمر الأول: طوفوا بين الصفا والمروة.
النهي الثاني: لا تكتموا ما أنزل الله.
النهي الثالث: لا تموتوا كفارا.
فالأمر الأول: تبيان أن السعي بين الصفا والمروة من نوع الشكر.
والنهي الثاني والثالث: تبيان لجوانب من الكفران لا ينبغي أن تفعل: وصلة ذلك بقوله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ لا تخفى. ثم إن مجئ موضوع السعي بين الصفا والمروة. والكتمان والكفر بعد مجموعة الاستعانة بالصبر والصلاة، يدل على أن هذه أمور تحتاج إلى استعانة بالصبر والصلاة. فالسعي بين الصفا والمروة شاق جسديا ومعنويا على طبقات كثيرة من الناس. وليس تبيان حكم الله سهلا في كل موطن. وليس أن ينتقل الإنسان من دينه إلى الإسلام هينا، إن هذا كله يحتاج إلى استعانة بالصبر والصلاة. ولقد كررنا الكلام كثيرا في هذا المقطع لاعتقادنا أن السياق يحتاج لذلك. أما وقد أصبح سياق الفقرة الأولى واضحا. فإن تتمة الفقرة لا تحتاج إلى وقفة طويلة.
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ* إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. في الآية السابقة تقرير أن الصفا والمروة من شعائر الله. وفي هذا التقرير أمر كما رأينا. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا». وقد رأينا أن الصلة بين الأمر بالصبر الوارد في أول المقطع. وبين السعي بين الصفا والمروة واضحة. إذ الأمر بالسعي بين الصفا والمروة تخليد لموقف من