للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - [كلام ابن كثير عن سبب نزول آية وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا .. ]

بمناسبة قوله تعالى وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما قال ابن كثير: (وبهذا استدل البخاري وغيره على أنه لا يخرج عن الإيمان بالمعصية وإن عظمت، لا كما يقوله الخوارج ومن تابعهم من المعتزلة ونحوهم، وهكذا ثبت في صحيح البخاري من حديث الحسن عن أبي بكر رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلّى

الله عليه وسلم خطب يوما ومعه على المنبر الحسن بن علي رضي الله عنهما، فجعل ينظر إليه مرة وإلى الناس أخرى ويقول: إن ابني هذا سيد، ولعل الله تعالى أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. فكان كما قال صلّى الله عليه وسلم أصلح الله- تعالى- به بين أهل الشام وأهل العراق بعد الحروب الطويلة والواقعات المهولة). وقال ابن كثير: (كما ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» قلت: يا رسول الله هذا نصرته مظلوما، فكيف أنصره ظالما؟ قال صلّى الله عليه وسلم: «تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه». وروى الإمام أحمد عن معتمر قال: سمعت أبي يحدث أن أنسا رضي الله عنه قال: قيل للنبي صلّى الله عليه وسلم: لو أتيت عبد الله بن أبي، فانطلق إليه النبي صلّى الله عليه وسلم وركب حمارا، وانطلق المسلمون يمشون- وهي أرض سبخة- فلما انطلق النبي صلّى الله عليه وسلم إليه قال: «إليك عني فو الله لقد آذاني ريح حمارك» فقال رجل من الأنصار: والله لحمار رسول الله صلّى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك، قال فغضب لعبد الله رجال من قومه، فغضب لكل واحد منهما أصحابه، قال: فكان بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال، فبلغنا أنه أنزلت فيهم وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما ورواه البخاري في الصلح عن مسدد ومسلم في المغازي وذكر سعيد بن جبير أن الأوس والخزرج كان بينهما قتال بالسعف والنعال، فأنزل الله تعالى هذه الآية فأمر بالصلح بينهما. وقال السدي: كان رجل من الأنصار يقال له عمران كانت له امرأة تدعى أم زبد، وأن المرأة أرادت أن تزور أهلها فحبسها زوجها وجعلها في علية له لا يدخل عليه أحد من أهلها، وأن المرأة بعثت إلى أهلها، فجاء قومها وأنزلوها لينطلقوا بها، وأن الرجل كان قد خرج فاستعان أهل الرجل فجاء بنو عمه ليحولوا بين المرأة وبين أهلها فتدافعوا واجتلدوا بالنعال، فنزلت فيهم هذه الآية فبعث إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأصلح بينهم وفاءوا إلى أمر الله تعالى).

٩ - [كلام ابن كثير عن المقسطين بمناسبة آية فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ .. ]

بمناسبة قوله تعالى فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ روى ابن كثير: (روى ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «إن المقسطين في الدنيا على منابر من لؤلؤ بين يدي

<<  <  ج: ص:  >  >>