للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعل أولادهما له شركاء فِيما آتاهُما أي فيما آتى أولادهما، وآدم وحواء بريئان من الشرك، وهذا المكان من القرآن مما تدور حول تفسيره معارك كلامية كثيرة وللكلام تتمة، ويمكن أن يكون الخطاب من ابتداء الآية لقريش الذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم آل قصي، أي هو الذي خلقكم من نفس واحدة قصي، وجعل من جنسها زوجها عربية قرشية ليسكن إليها، فلما آتاهما ما طلبا من الولد الصالح جعلا له شركاء فيما آتاهما حيث سميا أولادهما الأربعة: بعبد مناف،

وعبد العزى، وعبد قصي، وعبد الدار فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أن تعاظم وتنزه أن يكون له شريك

أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً كالأصنام والطبيعة أو أجزائها وَهُمْ يُخْلَقُونَ أي هذه الآلهة المزعومة هي نفسها مخلوقة. والمعنى أيشركون ما لا يقدر على خلق شئ وهم يخلقون لأن الله خالقهم. أو أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم مخلوقو الله فليعبدوا خالقهم، أو أيشركون ما لا يخلق شيئا، والجميع من عابدين ومعبودين مخلوقون لله فأين عقولهم؟

وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً أي لعبدتهم وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ فيدفعون عنها ما ينوبها من الحوادث كالكسر وغيره، بل عبدتهم الذين يدفعون عنهم

وَإِنْ تَدْعُوهُمْ أي وإن تدعوا هذه الأصنام إِلَى الْهُدى أي إلى ما هو هدى ورشاد، أو إلى أن يهدوكم أي وإن تطلبوا منهم كما تطلبون من الله الخير والهدى لا يَتَّبِعُوكُمْ أي إلى مرادكم وطلبتكم ولا يجيبوكم كما يجيبكم الله سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ عن دعائهم، فدعوتكم وصمتكم سواء في أنه لا فلاح معهم ولا يجيبونكم.

إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أي تعبدونهم وتسمونهم آلهة عِبادٌ أَمْثالُكُمْ أي مخلوقون مملوكون أمثالكم فَادْعُوهُمْ لجلب نفع أو دفع ضر فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ أي فليجيبوا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ أي في زعمكم أنهم آلهة،

ثم أبطل أن يكونوا عبادا أمثالهم فضلا عن أن يكونوا آلهة فقال أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أي مثل مشيكم أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أي يتناولون بها مثل تناولكم أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها مثل إبصاركم أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها مثل سمعكم فلم تعبدون ما هو دونكم قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ أي واستعينوا بهم في عدواني فإني لا أبالي بكم ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ أي ابذلوا جهدكم في الكيد لي أنتم وشركاؤكم جميعا دون أن تعطوني أي مهلة

إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ أي إن ناصري عليكم هو الله الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ أي الذي أوحى إلي وأعزني برسالته وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ أي ومن سنته أن ينصر الصالحين من عبادة ولا يخذلهم

وَالَّذِينَ تَدْعُونَ

<<  <  ج: ص:  >  >>