كشف عالم ألماني- بعد ملاحظات دقيقة وصبر طويل- أثرا لم ينتبه إليه أحد قبله وهو أن الطيور لا تصدح فقط ولكنها تتكلم. ولها على مثال البشر لهجات خاصة.
مثال ذلك: أن الشحرور النمساوي لا يفهم لهجة الشحرور البافاري، والشحرور الفرنساوي لا يفهم لهجة الشحرور الإنكليزي) اه.
وفي كتاب (دنيا الحشرات) تأليف فرديناند لين ترجمة «أحمد عماد الدين أبو النصر» الذي صدر في سلسلة «كل شيء عن» في عددها السابع: هذا البحث عن النمل: تحت عنوان: النمل ذلك الشغال المدهش:
(يقوم النحل والزنابير بأعمال مدهشة، ولكن النمل يظهر براعة وذكاء أعظم، ومن بين الحشرات جميعا يتشابه النمل معنا في العادات، فهو يبني المدن، ويشق الطرق، ويحفر الأنفاق، ويخزن الطعام في شئون خاصة به وبعض أنواعه تزرع الحدائق والنباتات أيضا، ومن النمل نوع يحتفظ بمواش خاصة به ويرعاها، ومن المؤسف حقا أن نقول إن النمل أيضا يعلن الحرب بين قبائله، ويأخذ المنتصر أسرى من النمل الضعيف، وبالاختصار فللنمل مدينة غريبة تخصه. يعيش النمل حياة أطول من النحل، فبينما تفني شغالة النحل المسكينة نفسها في عمل متواصل لمدة ستة أسابيع قد تعيش شغالة النمل مدة سبعة أعوام ويصل عمر ملكة النحل إلى أربعة أعوام أو خمسة، بينما تدوم ملكة النمل نحو ثمانية عشر عاما، ويتغذى النحل على العسل وخبز النحل، بينما يأكل النمل كل أنواع الطعام تقريبا. ويظهر النمل على صغر حجمه تمسكا عجيبا بالحياة، فقد عاشت نملة تحت الماء نحو ثلاثة أيام، وظلت غيرها مدة ثمانية أيام بدون هواء تماما، وثالثة بقيت حية مدة واحد وأربعين يوما بعد أن فصل رأسها عن جسدها. وهناك آلاف من أنواع النمل، منها ما يبلغ طوله بوصة تقريبا، ومنها ما لا يزيد حجمه على ذرة من تراب، ويختلف النمل في عاداته تماما كما يحدث عند الإنسان.
وتعيش أغلب أنواع النمل تحت الأرض، ولكن النمل «النجار» يقيم مساكنه في الأشجار الميتة أو في أخشاب المنازل القديمة، ويستعمل «نمل الخشب» أوراق الصنوبر الإبرية في بناية مساكنه التي قد ترتفع بضع أقدام، ويبلغ عرضها عدة أقدام.