للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه: أفي أن قرصتك نملة أهلكت أمة من الأمم تسبح؟

فهلا نملة واحدة؟).

٣ - إن من مظاهر كون هذا الدين حقا أنك تجد كل شئ فيه يعضد الشئ الآخر، ولا تجد شيئا ينقض شيئا، فمثلا: إنك تجد سليمان عليه السلام يقول:

وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ فقرر بذلك أن دخول الجنة لا يكون إلا برحمة الله، وهو المعنى الذي أدب الرسول عليه الصلاة والسلام عليه هذه الأمة، وهكذا فإنك تجد نصوص هذا الدين تسير كلها باتجاه واحد، وهذا لا يمكن أن يكون لولا أن هذا الدين دين الله، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً.

٤ - إن توسع دائرة الاختصاص في عصرنا، والتتبع الدقيق من قبل المختصين لكل جانب من جوانب الكون أعطانا تصورا واسعا عن عالم الحيوان، وطرق تخاطبه ولغاته، والقوانين السائدة عند كل جنس من أجناسه، ومن ثم فإن يعرض علينا القرآن من خلال قصة سليمان ما يشير إلى مثل هذه المعاني لدليل على أن هذا القرآن فيه تبيان كل شئ، وعلى أن منزله هو الذي يعلم السر في السموات والأرض. وسنختار لك بعض النقول عن الطيور والنمل ترى فيها بعض مظاهر الإعجاز.

قال الشيخ عبد الوهاب النجار في كتابه قصص الأنبياء:

(والذين لهم مراقبة للحيوان والطير يجدون أصواتها تتكيف بكيفيات مختلفة باختلاف حاجاتها ومطالبها. فمواء الهرة المحبوسة غير موائها إذا طلبت السفاد والطعام أو الماء. فلكل صوت كيفيات ونبرات ليست في الصوت الآخر يفهمه عنها أبناء جنسها، وقد أخبرني صديقي الشيخ أحمد عمر السكندري: أن أطفالا ألقوا في بيته حدأة بعد أن عبثوا بها ونهكوا قوتها، ورضوا بعض عظامها، فألقاها أولاده فوق السطح، فكان يصدر عنها صوت خاص كلما رأت الحدأ، فكن يحمن عليها، وفي كل يوم يلقين إليها بعض الطعام من عظام بها بعض اللحم، وأرجل دجاج ونحوه مما يرزقهن الله. وكان أولاده يقدمون لها الماء، وبعض الأكل إلى أن أبلت وقويت وطارت. وعلى كل فإدراك كل صوت من الطير وما يقصد به لم يكن إلا هبة من الله تعالى يختص بها من يشاء من عباده وقد وهبها سليمان عليه السلام)

ثم كتب تعليقا فقال: نشرت جريدة الأهرام في عددها الصادر يوم الأحد ٤ من

<<  <  ج: ص:  >  >>