١ - ذكر في المجموعة الأولى سبب من أسباب الفرار من التكليف، وذكر في المجموعة الثالثة سبب آخر من أسباب الفرار من التكليف، وذكر في الوسط، كتاب التكليف.
٢ - وذكر في المجموعة الأولى تفصيل عن اليوم الآخر، وذكر في المجموعة الثالثة حال أهل الإيمان وأهل الكفر فيه، وذكر في الوسط الكتاب الذي يفصل في العلم والطريق الذي به تكون النجاة والكرامة، وبالإعراض عنه يكون الهلاك والإهانة.
٣ - أنكرت المجموعة الثالثة على من يحب الدنيا، وفي ذلك تربية على أصل من أصول التقوى، وبيان لكون الإيمان بالآخرة يقتضي محبتها وتفضيلها على الدنيا.
٤ - وبعد المجموعة الثالثة تأتي مجموعة تتحدث عن احتضار الكافر وموته وهي لحظة الانتقال من الدنيا إلى عوالم الآخرة، ومجئ المجموعة في هذا السياق تذكير للإنسان الذي يفضل الدنيا على الآخرة، وتذكير للإنسان الذي يفر من التكليف بالموت الذي هو الواعظ الكبير للغافلين والسادرين والفاجرين، وهكذا تعظ السورة أعظم الوعظ لتبعث الهمة على القيام بأمر الله والعمل للآخرة، فتذكر بالآخرة وتذكر بهذا القرآن، وتذكر بالموت.
[تفسير المجموعة الرابعة من الفقرة الأولى]
كَلَّا إِذا بَلَغَتِ أي: الروح التَّراقِيَ وهي العظام المكتنفة لنقرة النحر عن يمين وشمال، والتراقي: جمع ترقوة. قال ابن كثير: يخبر تعالى عن حالة الاحتضار وما عنده من الأهوال- ثبتنا الله هنالك بالقول الثابت-: إن جعلنا كلا رادعة فمعناها:
لست يا ابن آدم هناك تكذب بما أخبرت به، بل صار ذلك عندك عيانا، وإن جعلناها بمعنى: حقا فظاهر، أي: حقا إذا بلغت التراقي، أي: انتزعت روحك من جسدك وبلغت تراقيك
وَقِيلَ مَنْ راقٍ قال النسفي: أي: قال حاضرو المحتضر بعضهم